هل تعرفون ماذا تعني استراتيجية الهروب إلى الأمام إيجاباً في قاموس التجار وأصحاب المؤسسات والمحلات والمعنيين بها في هذه الأيام في لبنان؟ إنها ببساطة القاعدة الذهبية المتبعة للتخفيف من الخسائر إلى أبعد الحدود وتأمين استمرارية المؤسسات أو تفادي إفلاس بعضها بعد كل ما اصيبت به من خسائر متتالية منذ الأزمة السورية والنزوح السوري إلى لبنان وما تخبط به اللبنانيون سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.


أمام هذا الواقع يبقى أفضل خيار أمام التجار يكمن في الهروب إلى الأمام إيجابي وهو ما سيتجلى مرة إضافية عيدي الميلاد ورأس السنة حيث ستستمر العروض وتخفيض الأسعار في كل مكان في لبنان.

بعبارة اخرى فإن شهر كانون الأول سيكون شبيهاً بسائر أشهر السنة وسيعمل التجار انطلاقاً من الرؤية الآتية:

بيع أكبر عدد ممكن من السلع والبضائع... وللوصول إلى هذا الهدف يجب الأخذ في الإعتبار أن اللبنانيين سيتحركون في الأعياد لكن قدراتهم محدودة وخياراتهم ستنصب على شراء ما لا يصنف لوكس بالتالي يجب التركيز على ما هو ليس مرتفعاً بأسعاره وما يلقى رواجاً إلى جانب تعزيز العروض وتخفيض الأسعار قبل الميلاد ورأس السنة وبعدهما.

لبنان إذن في مسيرة مستمرة من العروض وتخفيض الأسعار على مدار السنة بينما يسمح للتجار قانوناً أن يستحصلوا على ترخيص للقيام بهذين الأمرين فقط طيلة 15 يوماً في شهري شباط وآب.

رئيس جمعية تجار جونيه وكسروان الفتوح روجيه كيروز أكد أن واقع التجار والمؤسسات في لبنان هو نفسه بالتالي فإن ما يحصل في كسروان ينسحب على الأقضية الاخرى.

هذا وتتركز الحركة التجارية في كسروان والفتوح بنسبة تفوق 70% في سوقي جونيه والكسليك اللذين يشهدان عروضاً وتخفيضات للأسعار على مدار السنة.

كيروز يؤكد ل"لبنان 24" ان شهر كانون الأول يسمى بيضة القبان وأن الناس متفائلون بعد انتخاب رئيس للجمهورية وقرب تشكيل الحكومة لكنه شدد على أن التجار كانوا يصابون ومنذ عام 2011 بخسائر سنوية قدرت بحوالى 8% في أقل تقدير مما يدفع إلى القول أن أوضاعهم منهارة اقتصادياً واجتماعياً على سائر الأراضي اللبنانية.

برأيه أن التجار اصيبوا طيلة هذه الفترة باستنزاف متتالية وتيرته مما أوصل بعضهم إلى الخط الأحمر وبعضهم الآخر إلى رفع العشرة إذا جاز التعبير وبينهم من أوقفوا أعمالهم.

ومن التدابير الوقائية التي لجأ إليها بعض التجار تخفيف الوظائف وخفض الإستثمارات...والأهم أن كل التجار أقدموا على العروض وتخفيض الأسعار على مدار السنة واأامثلة على ذلك في لبنان اليوم شائعة ويقبل عليها الناس جماعياً خصوصاً في كبريات المولات .

ويلفت كيروز إلى أن هذه المؤسسات تتبع العروض المغرية دورياً أكثر من نصف أيام الاسبوع.

ويتابع كيروز: نحن واقعيون فالشلل يصيب الأسواق وأفضل خيار أمامنا يكمن في تأمين الإستمرارية وتلبية متطلبات الأسواق بشكل فعال وملموس ولا يوقع التجار في سوء تقدير حيث إن جمعية تجار جونيه وكسروان الفتوح ستطلب إلى التجار تعزيز تخفيض الأسعار والعروض الجذابة فالأهم زيادة المبيعات إلى أقصى حد وفي هذا الأمر فائدة للجميع من مختلف المنطلقات وهو ما ينسجم كلياً مع القاعدة الذهبية القائمة على الهروب إلى الأمام إيجاباً.

ويختم كيروز مؤكدا أن اللبنانيين متفائلون عادة وأن لبنان اهتز لكنه لم يسقط وأن الظروف التي مرت بهم لن تنال منهم متمنياً للبنانيين أعياداً مجيدة!

 

لبنان 24