"شو يا قشطا".. "شو يا حلو، في منك على الجيلو".. صار البقلاوة الها اجرين".. هذه التعابير ليست إلا أمثلة بسيطة عن التلطيشات التي توجّه للنساء اللبنانيات في الشوارع والطرقات العامة. أكان لباس المرأة محتشما أو متحررا لا استثناءات "التلطيش ماشي عن أبو جنب". للوهلة الأولى تظّن انك في متجر للحلويات، لكن لا شيئ "حلو" في هذه التعابير السوقية التي يعتمدها البعض كطريقة غزل فهي لا تمت للغزل والشاعرية بصلة لا من قريب أو من بعيد.
هيدا مش غزل هيدا تحرش!
أغلب النساء في لبنان تعرضن للتحرّش الجنسي (لفظيا أو جسديا) بطريقة أو بأخرى، فهي ظاهرة متفشيّة في المجتمعات العربية كافة. وبالرغم من شيوعها إلا أنه يتّم السكوت عنها والأخطر هو تعايشنا مع هذه الظاهرة بوصفها أمرا طبيعيا.
التغيير في قضية من هذا النوع يبدأ بكسر الحاجز النفسي عند النساء وحثهن على الحديث والتعبير عن سخطهن، وبالتالي وضع حدّ للمتحرشين.
وبهدف تغيير هذا الواقع، أطلقت الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) حملة #NotYourAshta كجزء من مشروع Knowledge Is Power(KIP) عن الجندر والجنسانية Gender and sexuality (بحسب المصطلحات المعتمدة في الأمم المتحدة) الممول من وزارة الخارجية الأميركية الذي يمتد لمدة سنتين (من ايلول 2015 وينتهي في آب 2017).
في هذا الاطار، شددت منسقة مشروع KIP زينة محيدلي في حديث لـ"لبنان 24" على أن "لمسنا من خلال الحملة قلة ادراك عند الأفراد أن التحرش في الشارع ظاهرة شائعة، ويظنون أن النساء فقط تتعرض للتحرش غير مدركين أن المسألة يمكن أن تطال الرجال وأي شخص في الشارع".
ولفتت محيدلي الى أن "أغلب المشاركات كنّ من نساء رغم أننا كنا نأمل مشاركة الرجال".
عن خيار وسم #NotYourAshta الذي استوحي من "شو يا قشطا"، تقول محيدلي: "التعبير واسع الانتشار في المجتمع اللبناني، استخدمنا صورة فاكهة القشطا في الاعلان كصورة ساخرة"، مضيفة: "على المدى البعيد نرمي الى التأثير على صناع القرار والضغط لتغيير قوانين التحرش بالتعاون مع المجتمع المدني والجمعيات والمنظمات".
بحسب محيدلي، حملة #NotYourAshta كانت خطوة تأسيسية للمؤتمر الذي سينعقد في 31 آذار و 1 نيسان المُقبلين عن التمييز والتحرش الجنسي.
اليكم في معرض الصور المرفقة أبرز الشعارات التي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #NotYourAshta.
لبنان 24