كأنه قدر اللبنانيين العيش في زمن البؤس السياسي والفراغ والتعطيل، وقد جاء التباطؤ في تأليف الحكومة والمطالب التعجيزية ليشوّه فرحة اللبنانيين بالعهد الجديد وبأجواء الإنفراج بفرحة عيد الاستقلال .
لقد كان اللبنانيون أمام إنجاز تاريخي بإنهاء الفراغ وبداية عهد جديد للدولة والجمهورية استطاع فورا أن يستفز الدول الصديقة فجاءت معبرة عن ارتياحها للتحول الديمقراطي في لبنان وإنهاء الفراغ، فشهد لبنان زيارات عدة كانت كفيلة بعودة الحياة السياسية إلى البلاد والقصر الجمهوري من جهة وبعودة لبنان الى محيطه العربي من جهة ثانية .
استبشر اللبنانيون خيرا بعودة الحياة والحركة والعجقة الجميلة الى الأسواق والمرافق السياحيَّة التي همشتها الوحدة، وعَزَزها الفراغ المتواصل عن كل ما كان لها من نجاح وازدحام وزهو وفرح.
إلا أن اللبنانيين اليوم وبعد مضي أسابيع على انتخاب رئيس الجمهورية يشغل بالهم سؤال واحد : أين أصبحت الحكومة الأولى في العهد الجديد؟ وكيف يستطيع الرئيس المكلف أن يخترق شهوات الأطراف والاحزاب والزعماء بالتوزير السيادي وكيف يحد من شهية السياسيين تجاه حقائب السعادة وهل ستمر التشكيلة الوزارية بسلام ؟
السؤال الذي يطرحه كل لبناني مع عودة التشاؤم الذي تفرضه الوقائع السياسية المرافقة لتشكيل الحكومة، وفيما ينظر اللبنانيون بقلق الى مجريات التأليف وأسباب التأخير فإنهم ينظرون بعين الرضا على عودة لبنان الى حياته السياسية الطبيعية وعلاقاته العربية والدولية، ليبقى السؤال متى يشعر السياسي اللبناني والزعيم اللبناني بمسؤولياته الوطنية تجاه وطنه ودولته ومتى يستطيع هذا السياسي أن يتنازل من مصلحته الشخصية والطائفية والمذهبية لصالح الوطن والدولة والجمهورية وهل باتت الدول الصديقة أكثر حرصا على لبنان من مسؤوليه ؟ّ!!