اتفق على ان عملية تأليف الحكومة دخلت في إجازة، على الأقل من اليوم وحتى مطلع الأسبوع المقبل.
ومن بين الأسباب، ليس فقط تعثر عملية إصدار المراسيم، بل انشغال شخصيات معنية بالتأليف، فالرئيس سعد الحريري ينشغل في عقد المؤتمر العام الثاني لتيار «المستقبل» يومي السبت والاحد، حيث ستكون له مداخلة ظهر غد، بعد جلسة الافتتاح بالوقوف دقيقة صمت عن روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
ووزير الخارجية جبران باسيل غادر بيروت أمس إلى البرازيل لفترة زمنية لا تقل عن أسبوع.
وسيركز الرئيس الحريري في مداخلته امام المؤتمر على التغيير داخل تيّار «المستقبل» وضرورة مشاركة عنصر الشباب في الحياة السياسية، سواء من خلال المكتب السياسي الذي سيتم انتخاب أعضائه الأحد، أو في كل منسقيات التيار.
وسيشدد الرئيس الحريري، بحسب توقعات زوّار «بيت الوسط» على أهمية الاستحقاق الذي حصل بانتخاب رئيس الجمهورية بعد شغور استمر لأكثر من عامين والارتياح الإقليمي والدولي على هذا الصعيد، والذي من شأنه ان يعطي البلد دفعاً سياسياً جيداً، خصوصاً إذا حظي لبنان بحكومة جيدة ومتجانسة تستطيع تخطي الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد.
ومع ان سمة الإيجابية بقيت هي الغالبة حيال عمليات تأليف الحكومة سواء على صعيد المواقف، أو الاجتماعات، الا ان أوساط عين التينة تعتبر ان العقبة التي ما تزال تحول دون تأليف الحكومة لا تقتصر فقط على عقدة حقيبة «المردة»، على الرغم من الاجتماع الذي عقد في «بيت الوسط» بين الرئيس المكلف ووفد «المردة» الذي ضم وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال روني عريجي والوزير السابق يوسف سعادة والمحامي يوسف فنيانوس، والذي لم يحسم الأخذ والرد حول هذه النقطة.
وفيما طلب الرئيس نبيه برّي عبر المفاوضات الجارية لتأليف الحكومة، ان تكون الموافقة على وزارة الاشغال والتربية من حصة 8 آذار، سلّة واحدة، على ان يتكفل هو بمعالجة مطالبة «المردة» بواحدة من ثلاث حقائب: الاشغال أو الاتصالات أو الطاقة، وهو ما كرره وفد «المردة» خلال اجتماعه مع الرئيس الحريري، ترددت معلومات عن أن هناك امتعاضاً درزياً من أن تكون حصة الدروز محصورة بوزارتي العدل والبيئة.
وترددت معلومات لم يكن بالإمكان التثبت منها ان الأمير طلال أرسلان المتوقع ان تكون البيئة من حصته أو من سيمثله لا يُبدي حماسة لتولي هذه الحقيبة.
وعلى صعيد الاجتماع الذي عقد بين الرئيس الحريري ووفد «المردة» فقد وصفه الوزير عريجي لـ«اللواء» بأنه كان «ودياً وصريحاً إلى أبعد الحدود»، كاشفاً ان المشاورات ستبقى مستمرة مع الرئيس المكلف، وأن للبحث صلة.
ولفت عريجي إلى ان البحث تناول كل الأمور المطروحة بشأن التشكيلة الحكومية وسير الاتصالات الجارية، وكان الاجتماع مناسبة لتبادل الآراء.
وجدّد الرئيس برّي أمام زواره بأن المشاورات التي أجراها مع الرئيسين عون والحريري على هامس عيد الاستقلال كانت إيجابية، لكنه ما تزال بعض التفاصيل قيد البحث، مؤكداً التزامه بأن تكون هناك حقيبة أساسية لتيار «المردة»، وأنه قطع له وعداً بذلك، وأنه لن يتراجع عن هذا الوعد، مشدداً على أن شراكة فرنجية في الحكومة هي شراكته شخصياً.
في هذا الوقت، استقال رئيس جهاز التواصل والإعلام في حزب «القوات اللبنانية» ملحم رياشي وهو المرشح لأن يكون وزيراً للإعلام في الحكومة المقبلة، إلى جانب وزيرين آخرين من «القوات» والوزير ميشال فرعون والذي سيكون من حصتها أيضاً.
وأدرجت مصادر متابعة استقالته بأنه مؤشر على أن ولادة الحكومة، كما أشارت «اللواء» هي بمثابة وقت، وأن حصة «القوات» اكتملت تقريباً.
أجواء انفراج
وعلى صعيد التشنجات التي سادت في الأسبوعين الأوّلين لانطلاق عملية تأليف الحكومة، بين بعبدا وعين التينة، نقلت محطة O.T.V نفيين: الأول من أن لا الرئيس برّي ولا أوساطه تحدثت عن انطلاقة متعثّرة للعهد، والثاني أن يكون الرئيس ميشال عون أو أحد المقرّبين منه حدّد مهلة نهاية الشهر مهلة نهائية لتأليف الحكومة وإلا...
وعلمت «اللواء» أن هذه الأجواء الإنفراجية جاءت غداة الاتصال الهاتفي الذي أجراه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله مع الرئيس عون خلال الـ72 ساعة الماضية، والذي أكده الوزير السابق وئام وهّاب من على شاشة L.B.C مساء أمس، وكانت «اللواء» ألمحت إلى هذا الاتصال في عددها أمس الأول.
وفي المعلومات أيضاً أن تمثيل الحزب «القومي» في الحكومة والذي تأكد على أن يكون بالتوازي مع حزب الكتائب، بحيث تكون حصة «القومي» من ضمن أسماء الشيعة الخمسة.
وكشف مصدر مطلع أن المسؤول في الحزب «القومي» قاسم صالح سيكون هو الوزير الذي سيحمل مسؤولية حقيبة، وهو ممثّل الحزب في لقاء الأحزاب العربية، ومنسق لقاء الأحزاب والشخصيات اللبنانية والذي كان في عداد وفد الأحزاب الذي زار بعبدا أمس وأكد للرئيس عون أن انتخابه يُشكّل إنجازاً وطنياً، كاشفاً أن لقاء الأحزاب وقوامه 33 حزباً وشخصية يقف إلى جانبه، على أمل أن تكلل مساعيه بالنجاح في المرحلة المقبلة من تاريخ لبنان.
وأعلن الرئيس عون أمام زواره أن لبنان سيعود ليكون المركز الاقتصادي والمالي الأول في الشرق، وأنه سيلبي الدعوات التي تلقاها من العديد من الدول العربية التي يتعاطى معها لبنان من منظار الاحترام المتبادل وليس التبعية.
ونقل هؤلاء الزوار عن عون اطمئنانه إلى أن الملف الحكومي يسير كما يجب، متوقعاً أن تبصر الحكومة النور الأسبوع المقبل.
في هذا الوقت، تعود التحركات الشعبية والنقابية إلى الواجهة، مع عودة اتحادات ونقابات قطاع النقل البري إلى الشارع اليوم مجدداً للمطالبة بإلغاء مناقصة المعاينة الميكانيكية وابقائها في كنف الدولة، بالتزامن مع عودة التصعيد إلى حرم مؤسسة كهرباء لبنان، حيث عمد المياوميون إلى اقفال البوابة الخاصة لدخول المدير العام للمؤسسة، وتحرك أهالي دوحة عرمون إلى الاعتصام احتجاجاً على تردي وضع النفايات في المنطقة.