خرج لبنان من احتفالات الاستقلال أكثر تماسكا من ذي قبل، وشكلت الإحتفالات محطة جديدة في توطيد العلاقة بين الرؤساء، وأرست اللقاءات التي تبعت الإحتفالات قواعد إيجابية في حلحلة التشكيلة الحكومية التي ينتظرها اللبنانيون بفارغ الصبر ويتطلع إلى تشكيلها جمع كبير من الدول الإقليمية الصديقة التي تنتظر استكمال صورة العهد الجديد لاستعادة العلاقات الطبيعية مع لبنان التي انكفأت خلال فترة الشغور الرئاسي .
وقد جاءت الزيارات المتتالية لكل من المملكة العربية السعودية ودولة قطر لتؤكد عودة لبنان إلى مربع الإهتمام العربي والدولي ونية هذه الدول الاستمرار بدعم لبنان للخروج من أزماته السياسية والاقتصادية والمعيشية، ومع تشكل شبكة الأمان هذه ينبغي الإسراع في تشكيل الحكومة لإظهار الصورة الكاملة للبنان الدولة ولبنان الجمهورية، وبالتالي ليستعيد لبنان مكانته في المحافل العربية والدولية، وحريّ بالمسؤولين اللبنانيين الإسراع تحمل مسؤولياتهم الوطنية والإسراع في تشكيل الحكومة وعدم التلهي بالمحاصصة السياسية والطائفية سيما وأن الحكومة هذه قصيرة العمر بالنظر الى الموعد المحدد لإجراء الإنتخابات النيابية وبالتالي تكون الحكومة بحكم المستقيلة بعد الانتخابات .
لقد انطلق العهد الجديد بحماسة كبيرة لدى جميع الأفرقاء السياسيين في البلاد ولا بد ان تنسحب هذه الحماسة على تشكيل الحكومة من خلال الإسراع في بت التشكيلة الحكومية وعدم وضع العراقيل أمام الرئيس المكلف وعدم التقاتل على مقاعد وحصص وأوزان لحكومة يفترض أن لا تعيش سوى بضعة أشهر، ما دامت حكومة انتخابات نيابية.
إن الاستحقاقات أمام لبنان كبيرة داخليا و خارجيا وبالتالي فإن الإسراع في تشكيل الحكومة مسؤولية وطنية ينبغي أن يلتفت إليها جميع المسؤولين لا سيما رئيس الجمهورية الذي افتتح ولايته بخطاب أكد فيه على أن تكون المصلحة الوطنية العليا هي الأساس لذا فإن الإبتعاد عن سياسة المغانم والحصص الوزارية يجب أن يكون السياسية التي تقوم عليها هذه التشكيلة الحكومية ولكن للأسف فإن التجربة الاولى للعهد تشكل خيبة أمل كبيرة لدى اللبنانيين الذين يشاهدون المصارعة السياسية على الوزارات في مشهد معيب ومخزي .