باتت اسرائيل عاجزة تمامًا عن التعامل مع 13 حريقًا اندلعت في القدس والجليل ونهاريا ومناطق اخرى وأدت حتى الساعة الى تدمير عشرات المنازل والتهام مساحات زراعية واسعة، أكبرها غرب القدس.
وعلى عكس الموقف الرسمي الذي يسعى للإيحاء بأن الحرائق مفتعلة بهدف الاستثمار سياسيًا، تشير التقديرات الأولية الصادرة عن اكثر من جهاز الى أن اسباب الحريق متعددة.
ففي قاعدة "نافيه يائير" العسكرية بدأ الحريق بعدما ألقى جندي اسرائيلي عقب سيجارة مشتعل في محيطها، في حين نشب حريق "ناتاف" غربي القدس بسبب موقد أشعله عمال كانوا يشتغلون في تعبيد الطريق.
ومع ذلك، سارع وزير الأمن الداخلي الى القول بأن "الحرائق التي إتسعت رقعتها في منطقة القدس هي بفعل فاعل، وأغلب الحرائق يقف خلفها أشخاص دوافعهم قومية"، في إشارة الى مسؤولية فلسطينية عن الحادث. لكن بيانات سلطات الاغاثة والطوارئ لم تتحدث عن سبب متعمد سوى في منطقة "زخرون يعقوب".
سرعة الرياح التي ساهمت في انتقال النيران وتعقيد مهمة سلطات الإطفاء فرضت واقعًا صعبًا أضطرت معه اسرائيل الى الاستنجاد بدول "صديقة" وأخرى قريبة، من روسيا الى تركيا واليونان وقبرص وايطاليا وكرواتيا، علمًا أن عملية الإطفاء لن تنتهي قبل يومين على أقل تقدير بسبب اتساع الحرائق.
الإصابات البشرية بالعشرات جرّاء استنشاق الدخان. كما تم احصاء تدمير ما يقارب الـ30 منزلا في مناطق زراعية.
غير أن العنصر الأبرز في مشهد الحرائق يبقى في رصد قدرة السلطات على التعامل مع حالات الطوارئ، لما لهذا الأمر من أهمية في حسابات أي حرب مقبلة.
وفي هذا السياق، تبرز الملاحظات التالية:
- نجحت السلطات الاسرائيلية المختصة في تحييد الاسرائيليين في التجمعات الكبيرة كالمدارس والأسواق والمصانع والمستشفيات عن الخطر ونجحت عمليا عمليات الإجلاء عن بلدات وأحياء بكاملها، لكنها واجهت صعوبة في تلبية كل نداءات الاستغاثة الفردية في الوقت نفسه.
- التزم المستوطنون باجراءات السلامة التي بثتها السلطات عبر وسائل الإعلام . كما التزموا بسلوك الطرقات البديلة التي تم الإعلان عنها في بعض الأماكن. وكان لافتًا حجم التحذير من خطر خطوط انابيب نقل الغاز الى المنازل في رسائل السلطات.
- تشير الوقائع الحالية الى أن الفرقة الجوية لمكافحة الحرائق التي انشأتها اسرائيل عقب حريق مماثل في العام 2010 لم تفِ بالغرض المطلوب منها، لذا لجأت تل ابيب الى طلب العون من الخارج.
- لا يبدو أن هناك حلاً جذريا بالنسبة لاسرائيل لمشكلة خزانات الغاز قرب المنازل وفي المستوطنات في حالات طوارئ مماثلة.
ومع ارتفاع سرعة الرياح اليوم وتقديرات بازدياد الخطر، من المتوقع أن يشهد الكنيست نقاشات حادة لتقييم الموقف في الأيام القليلة المقبلة ليتم من بعدها اتخاذ اجراءات لمعالجة الثغرات التي ظهرت خلال اليوميين الماضيين.