هذه المرّة لم تلق "ناطورة البناية" أجرها المعتاد على عملها في الخدمة المنزليّة التي اعتمدتها كمصدر رزق طوال فترة 25 عاماً، بل على العكس فوجئت بأنّ ربّ عملها قد تقدّم بشكوى ضدّها يتهمها فيها بسرقة مجوهرات زوجته أثناء سفرهما إلى الخارج.
لقد أورد المدّعي في شكواه أمام مركز مخفر زوق مصبح أنّه لدى عودته من السفر مع زوجته، وعندما بدأت الأخيرة بتوضيب أغراض المنزل، لاحظت أنّ بعض مجوهراتها قد فُقدت وهي عبارة عن حلق ومحبس و"كولييه" من الذهب وخاتم ألماس وقدّر قيمة المسروقات 10 آلاف دولار. وأضاف إنّ زوجته عثرت على بعض قطع المجوهرات التي تخصّ زوجة شقيقه، معتبراً أن من فعل ذلك أراد خلق الشك بين العائلتين. وقد وجّه إتّهامه لناطورة البناية كونها هي من نظّف شقّته قبل عودته من السفر وهي تحوز على مفتاحها مشيراً إلى أنّ المشتبه بها تنظّف أيضاً منزل شقيقه.
على الفور إنتقلت دورية إلى غرفة الناطورة وأجرت تفتيشها الدقيق فلم يعثر عناصرها على أي من المسروقات أو أيّ شي ممنوع، فتمّ سوق شاغلة الغرفة إلى التحقيق، لتؤكّد أنّ من نُسب إليها غير صحيح وأنّه مضى على عملها في البناية نحو شهر ونصف، وهي تغادر غرفتها في الصباح وتعود مساءً بعد أن تُنهي عملها في تنظيف البيوت. وأشارت إلى أنّ شقيق المدّعي كان طلب منها تنظيف الشقّة التي أُنجزت فيها أعمال الصيانة والدهان قبل أن يعود شقيقه من السفر، فصعدت ونظّفتها. وأضافت: "يومها أتى الرجل قبل إنتهائها من أعمال تنظيف شقّة شقيقه لإلقاء نظرة على نظافة البيت (وهي تنظّف شقته أيضا) وكان معه ابنه، إلّا أنّه طلب منه النزول لشراء قنينة من الماء، وفي تلك الأثناء حاول التحرّش بها فرفضت، وهدّدته بإخبار خطيبته التي سيتزوّج منها بعد أسبوع، فقال لها: "الله لا يخليني إذا بخليكي بالبناية"، وبعد يومين أتى شقيقه وزوجته فقامت هي وزوجها بمساعدتها في حمل الحقائب.
وأكّدت المستجوبة أنّ نسخة من مفاتيح البناية كانت مع أحد المسؤولين عن العمّال السوريين الذين يتولّون أعمال الطرش والدهان والصيانة، وباستجواب الأخير أكّد هذه الواقعة وبأنّ كل العمّال في ورشة المدّعي كانوا يأخذون المفتاح الخارجي من داخل العلبة البلاستيكيّة الموجودة في غرفته المقابلة لمنزل المدّعي ، مشيراً إلى أنّ الشقّة كانت خالية من أيّ أغراض وهذا ما أكّدته الناطورة التي أضافت أنّ غرفة النوم وأغراض المطبخ وغيرها من الأثاث جرى نقلها بعد تنظيفها الشقّة.
محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي فيصل حيدر، أعلنت براءة المتهمة من تهمة سرقة مجوهرات منزل المدّعي لعدم توافر الأدلّة بحقّها وقرّرت إطلاق سراحها فوراً ما لم تكن موقوفة لداعٍ آخر.
لبنان 24