لعل أسوأ أنواع الغيرة، من دون أي شك، هي غيرة النساء من بعضهن البعض، لأسباب كثيرة ومتنوعة، انطلاقاً من الشكل والمظهر الخارجي مروراً بالنجاح المهني والتفوق الاجتماعي وصولاً الى الاستقرار المادي والرفاهية في العيش.
علماً أن من أشهر أسباب الغيرة بين النساء، مهما بلغت درجة الحب بينهن والاحترام وحتى الصداقة، هي عندما تصبح المنافسة مصبوبة حيال الرجال والشركاء، عندها قد تتحول هذه الغيرة الى كراهية مطلقة فحقد فخلافات قد تصل الى حد افتعال المشاكل.
وبالتالي، عليك معرفة أنك عرضة للغيرة من قبل كل امرأة تتعرّفين إليها، والتي قد تكون غيرة إيجابية إذ ترغب بعض النساء أن تصل الى مستوى نجاحك والتعلّم من عاداتك أو سلبية فتتعرّضين للنقد الشديد من دون أي سبب وتعليقات سيئة خصوصاً أمام الآخرين بغية إحراجك أو إهانتك والتسبّب لك بالالم والحزن وعدم الثقة على أمل أن تتأثري بهذه الطاقة السلبية فتتراجع ثقتك بنفسك وبالتالي آداؤك وتفشلين في أي مجال تنخرطين فيه.
فبدلا من أن تعتبر بعض النساء أن النجاح يكمن في فشل الآخرين عليهن التعلّم بأن التفوق هو أمر شخصي وفردي ويمكن لأي امرأة أن تتميّز مهما كان الثمن أو الصعوبات أو التحديات، المهم أن تتحلّى بالثقة العالية بالنفس والحنكة اللازمة والذكاء ما يسمح لها بأن تصبح محط أنظار الجميع بشكل عام، والشريك بشكل خاص.
كما على المرأة، خصوصاً عندما يتعلّق الامر بالشريك، عدم إشعاره بالغيرة بل على العكس عليها أن تظهر بمظهر المرأة القوية، الصعبة المنال الواثقة من نفسها والأهم، غير المتعلقة به الى درجة الجنون، فكرامتها تأتي في المقام الاولى حتى قبل الحب والرومانسية والعلاقة العاطفية.
فالرجل يهوى المرأة الصعبة والتي تشكل تحدياً صعباً له ولغزاً غامضاً عليه كشفه، ويضعها في المقام الاول من حياته قبل أي امرأة أخرى أو انشغال آخر.
والاهم أن تعلمي، أن الشعور بالغيرة من امرأة أخرى أمر طبيعي شرط أن يكون بهدف التعلّم من حسنات ونجاح تلك المرأة بعيداً من الحسد والنقد السلبي فتكونين بذلك تحسنين نفسك وتطورين من شخصيتك، خصوصاً أن التفوق والتميز منوّط بالتطور الدائم.
المصدر : ياسمينا