إنّه عيد الاستقلال الـ73. يومٌ اشتقاقه اللبنانيون منذ العرض الأخير للقوى العسكرية، تبعه دخول وطنهم في متاهة الفراغ، وها هم قد شاهدوه اليوم مباشرة عبر شاشات التلفزيون من جادة شفيق الوزان- وسط بيروت، وذلك مع انتخاب رئيس جمهورية، وبدء عودة الحياة إلى هذا الوطن المُتعب.
في حضور الرؤساء الأربعة: رئيس الجمهورية ميشال #عون، رئيس مجلس النواب نبيه #برّي ورئيس الحكومة المكلّف سعد #الحريري ورئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام، وسائر الشخصيات السياسية والعسكرية والامنية، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، انطلق عرض الاستقلال.
وهي المرة الاولى التي توضع فيها 4 كراسٍ في عرض للاستقلال، والمرة الأولى أيضاً التي يجلس فيها 3 رؤساء للحكومة، هم الحريري وسلام وعون الذي تولّى الرئاسة استثنائياً بسبب ظروف المرحلة.
واللافت هذه السنة، التحية الخاصة لشحرورة لبنان صباح، ولموسيقاره الراحل أخيراً #ملحم_بركات، من خلال أغنيتي "تعلى وتتعمّر يا دار" لصباح و"وبيبقى الوطن" لملحم بركات التي أدّاها بروعة مع شمس الأغنية اللبنانية #نجوى_كرم.
أوّل الواصلين من الرؤساء كان الرئيس الحريري، تلاه الرئيس سلام، فالرئيس بري وأخيراً الرئيس عون، مع فارق خمس دقائق بين رئيس وآخر، وقبل انطلاق العرض العسكري وضع الرئيس عون إكليلاً على النصب التذكاري، واستعرض القوى المشاركة.
ثم عُرض فيلم قصير من إعداد مديرية التوجيه في الجيش اختزل بعض بطولات عناصره وإيمان الجميع بلبنان الحياة، وانطلق العرض الذي تم بعده تقبّل التهانئ بالاستقلال في قصر بعبدا.
يُذكر أنّ الاجراءات الأمنية كُثّفت، وقُطعت كلّ الطرق المؤدية إلى وسط بيروت ومحيطها، ومُنع حتى سير المواطنين المضطرين للذهاب إلى أعمالهم هذا الصباح.
قصر بعبدا
وفور انتهاء عرض الاستقلال، توجّه الرؤساء الأربعة والشخصيات الأمنية والسياسية والديبلوماسية إلى قصر بعبدا لتقديم التهانئ بالمناسبة.
وقبل ذلك، كانت عُقدت خلوة رباعية ضمّت عون والحريري وبري وسلام، تناولت ملف تشكيل الحكومة.
وشهد القصر الجمهوري حضور شخصيات من الكتل كافة، منهم النائب محمد رعد عن "الوفاء للمقاومة" وأسعد حردان عن "القومي" وآخرون، كما شهدت الأروقة حركة مكوكية واجتماعات جانبية، إذ بدا واضحاً تكثيف المشاورات للتوصّل إلى اتفاق في شأن الحكومة، لتكون "عيدية" الاستقلال عيدين.
النهار