خطاب الاستقلال لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون اكد فيه على ثوابت عهده ببناء الدولة وتحصين لبنان مؤكداً ان ورشة البناء تحتاج الى الجميع، وخبرها سيعم على الجميع. وكما بدأنا الطريق معاً سنكملها معاً، فجهزوا سواعدكم لان بناء الوطن قد حان.
وجدد الرئيس موقفه حول ما تعانيه المؤسسات الوطنية من وهن تضاعف بسبب الخلل في الممارسة السياسية والدستورية. ولا يمكن ان ننهض من جديد ما لم يتم تحديثها وتغيير اساليبها وقواعدها. واضاف «ان الامور لا تستقيم ما لم نحرر العنصر البشري من ثقافة الفساد، ومكافحته تكون بالتربية وبالقانون من خلال التشريع الملائم. ووجه التحية للجيش اللبناني الذي هو مصدر امن وطمأنينة وضمانة وتوحيد وسيادة».  وهو يستطيع ان يقوم على الحدود بما يقوم به في الداخل، اذا ما تعززت قدراته التقنية وتدرب على اساليب ملائمة لانواع القتال المحتملة التي سيواجهها في المستقبل. ودعا الى تحصين الاستقلال وان نعيد له قوته، ما يعني الامتناع عن اللجوء الى الخارج لاستجداء القرارات الضاغطة على الوطن، بغية الحصول على منفعة خاصة على حساب المصلحة العامة ايا تكن هذه المنفعة. (خطاب الرئيس عون صفحة 5)
اما على صعيد الحكومة، فان حكومة الاستقلال لن تولد في ظل استمرار التعقيدات والشروط والشروط المضادة. وفي المعلومات، ان الرئيس المكلف سعد الحريري قدم صيغة حكومية للرئيس عون تضمنت اعطاء وزارة التربية للمردة وابقاء «الاشغال» للقوات اللبنانية، وكذلك عدم اعطاء وزير شيعي من حصة رئيس الجمهورية. وذكر ان هذه الصيغة لم يتم التوافق عليها، وهذا ما دفع الحريري بعد لقائه رئيس الجمهورية الى القول «نحن ورئيس الجمهورية متفقان على كل الامور، ونأمل ان تحل بعض العثرات التي تعترض التشكيل واصبح معروفاً اين هي. ونأمل ان تحل، لكن من يعقد الامور معروف فاسألوه». وسرعان ما جاء الرد سريعاً من قبل الرئيس نبيه بري الذي قال: «ليس جواباً على الحريري بل توضيح له، الذي يعرقل هو الذي يخالف الدستور والاعراف وقواعد التأليف وليس من يحذر من ذلك، وقد يكون الهدف الأبعد الابقاء على الستين».
مصادر الرئيس سعد الحريري اكدت ان كلام الرئيس بري ليس موجهاً ضدها او ضد الحريري، بل المقصود به رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. واشارت المصادر الى ان الرئيس الحريري استأنف اتصالاته بعد توقف لـ48 ساعة.

ـ بري: لن اشارك اذا لم يشارك فرنجية ـ

الرئيس نبيه بري اكد امام الزوار: «لا شيء جديد عندي حول موضوع الحكومة، ما قلته قد قلته». وحول من يعرقل تأليف الحكومة  قال: الجواب ليس عندي، فليُسأل من يعرقل. وحول ما يقال عن محاولة لعدم اشراك فرنجية، رد حاسماً «قلت واذكّر، وليكن معلوماً فكلامي واضح وهو انني لن اشارك اذا لم يشارك فرنجية ووليد جنبلاط في الحكومة».
وعن الاجواء السلبية التي تجيش ضده قال: «كل من يهاجمني عن غير وجه حق يسمع جوابي المناسب».
وحول ما يقال عن محاولات منه للضغط على القوات قال: «في مسألة تشكيل الحكومة لا علاقة لي بالقوات ولا بغيرهم، فعلاقتي مع الرئيس المكلف، وقد قلت له ما عندي وابلغته موقفنا وهذا الموقف واضح ونهائي».
واشارت مصادر متابعة لملف تأليف الحكومة، ان الوضع «مسكر» وليس هناك من «حلحلة» بين الرئيس عون وبري، والتوتر انتقل ايضاً الى جبهة بري - الحريري. واشارت المصادر الى ان المعركة الاساسية هي على ملف النفط، فرئيس الجمهورية يريدها من حصته والرئيس بري يريد اسنادها الى تيار المردة والى الوزير الاسبق بسام يمين.

ـ 8 آذار وتمثيل فرنجية ـ

اما قوى 8 اذار فتؤكد انها لن تعطي حصة وازنة لرئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، وحجمه النيابي لا يسمح له باعطاء 4 وزارات مع وزارة لميشال فرعون من حصة القوات اللبنانية. وبالتالي، فان الرئيس بري الذي يفاوض باسم 8 اذار هو يفاوض في هذا المجال باسم حزب  الله وحركة امل والمردة والقومي وطلال ارسلان والبعث. وبالتالي، لا تراجع عن تمثيل المردة بحصة اساسية. وتؤكد قوى 8 آذار، انها لن تسمح بتحجيم سليمان فرنجية لمصلحة سمير جعجع او جبران باسيل المصر على تحجيم حصة المردة لامور تتعلق بالانتخابات النيابية المقبلة، او ربما لحسابات رئاسة الجمهورية بعد انتهاء عهد العماد ميشال عون. ولذلك، تعتبر 8 آذار ان المعركة الحالية هي معركة احجام وقانون انتخابات. ولذلك، فان 8 آذار التي  يفاوض باسمها الرئيس بري، تريد الحصة الشيعية كاملة عبر اسناد المالية والاشغال لحركة امل ووزارة الشباب والرياضة والصناعة لحزب الله.  واذا تم اسناد حقيبة شيعية الى الرئيس عون، فان من حق الرئيس بري ان يقترح الاسم الشيعي، ولا يمكن ان تكون حصة الطوائف الاسلامية جميعها موازية لحصة الثنائي المسيحي فقط، وهذا لن يحصل.

ـ القوات اللبنانية ـ

القوات اللبنانية مرتاحة جداً الى اجواء التحالف الثنائي بينها وبين الرئيس ميشال عون وتعتبر ان الوزير جبران  باسيل يفاوض باسمها وباسم التيار الوطني الحرّ، وان الوضع المسيحي يعيش افضل ايامه منذ العام 1990، وهي مرتاحة ايضاً لإصرار رئيس الجمهورية على اعطاء حصة وازنة للقوات اللبنانية. كما ان القوات اللبنانية ستصر اذا استمر «الفيتو» على اعطائها وزارة الاشغال على العودة  للمطالبة بحقيبة سيادية.
اما حزب الكتائب، فتشير المعلومات الى ان الرئيس امين الجميل عندما زار بعبدا والتقى الرئيس ميشال عون، طرح معه توزير الكتائب الحريصة على انجاح مسيرة العهد. كما ان رئيس الحزب سامي  الجميل ابدى رغبة ايجابية امام الرئيس عون لدعم العهد الجديد والمشاركة في الحكومة. وفي المعلومات، ان النائب سامي الجميل يرغب اذا اسندت وزارة الصناعة الى كتائبي ان يكون هو وزيراً للصناعة لاستكمال ما بدأه شقيقه الشهيد بيار الجميل في وزارة الصناعة.
هذه الاجواء توحي بان مسار تأليف الحكومة امامه مطبات كبيرة، وربما يطول موعد التأليف، الا اذا حصلت تطورات بدلت الامور في الساعات المقبلة، في ظل مساع يقوم بها اصدقاء مشتركون بين الرئيسين عون وبري من اجل عقد خلوة بينهما على هامش احتفالات الاستقلال تؤسس لمخرج ما.

ـ موفد سعودي ـ

وفي ظل الاجواء الحكومية الملبدة، زار امير مدينة مكة المكرمة الامير خالد الفيصل لبنان موفداً من الملك السعودي سليمان بن عبد العزيز، والتقى الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وتمام سلام وسعد الحريري. وقد وجه الامير خالد الفيصل دعوة للرئيس عون لزيارة المملكة العربية السعودية والتأكيد على تعيين سفير جديد للسعودية في لبنان بعد تأليف الحكومة. ونقلت مصادر سعودية تأكيدها ان الهبة السعودية للجيش اللبناني ستستكمل، لكن لاي مهمة؟ وتؤكد المصادر السعودية «اذا استخدم السلاح حسب المهمة الاساسية للجيش اللبناني بحماية الحدود والاوضاع الداخلية، سيتم استكمال الهبة ومباركتها. اما اذا كانت لحماية حزب او جيش، سيكون للسعودية موقف، وإذّاك لكل حادث حديث.
وتقول المصادر ان ما سمعوه ان حزب الله اللبناني سيكون منضبطاً داخل الاراضي اللبنانية لمساعدة الشرعية اللبنانية ورئاسة الجمهورية. اما موضوع حزب الله ودوره الاقليمي، فهو خارج البحث من قبلنا، لان هذا الوجود خارج الاراضي اللبنانية. وبالتالي، فان التعامل ليس من صلاحيات الحكم اللبناني.