لم يعرف حتى الآن الصحفي الذي تسبّب بالخبر" الهفوة" الذي نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية في عددها الصادر يوم الأحد 20 تشرين الثاني الجاري. لكن الصحيفة رفعت الخبر من موقعها الالكتروني يوم أمس ونشرت بدلاً عنه تكذيب منظمة الصحة العالمية، وذكرت في عددها الصادر اليوم الاثنين، إنها ومن خلال "التزامها بمبدأ الأعراف المهنية والمصداقية"، تنشر" تصحيح المعلومات المغلوطة التي تضمنها التقرير الذي نشرته في شأن الزيارة الاربعينية"، وأنها "استغنت عن محرر الصحيفة في بغداد الذي تسبب بنشر التقرير وأوقفت التعامل معه". لكنها لم تكشف عن اسم الصحافي المقصود، حيث يعمل الصحافيان حمزة مصطفى ومعد فياض في بغداد وقد أصدر كل منهما
بيان استنكار في شأن التقرير وأعلنا إخلاء مسؤوليتهما عنه.
وكانت صحيفة "الشرق الأوسط" نشرت الأحد، خبراً رئيسياً في صفحتها الأولى وضعت له عنوان "تحذير أممي من حالات الحمل "غير الشرعي" في كربلاء"، ونسبته الى مصدر في منظمة الصحة العالمية.
وذكرت الصحيفة في متن الخبر نقلاً عن منظمة الصحة العالمية تحذيرها من" تزايد حالات الحمل غير الشرعي في جنوب العراق اثناء المناسبات الدينية" في اشارة الى زيارة الاربعين التي يحييها ملايين الشيعة كل عام. وينسب تقرير الصحيفة الى المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية غريغوري هارتل قوله: "العام الماضي شهد مناسبة دينية شارك فيها أكثر من 7 ملايين عراقي وعراقية واكثر من مليون إيراني، أعقبها حصول حالات حمل غير شرعي لأكثر من 169 امرأة عراقية من سكان جنوب العراق"، الأمر الذي نفته منظمة الصحة العالمية جملة وتفصيلاً في بيان اصدرته وطالبت وسائل الإعلام المختلفة بتوخي الحذر في نقل المعلومة.
وأثار الخبر موجة استياء شديدة داخل الأوساط العراقية المختلفة، حيث طالبت الحكومة العراقية الصحيفة بالاعتذار للشعب العراقي، كذلك أصدرت كتلة "متحدون" النيابية بزعامة نائب الرئيس اسامة النجيفي بياناً استهجنت فيه ما
اسمته "الاخبار المختلقة والسلوك المريض لمروّجيها".
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بالخبر، وطالب عددٌ كبيرٌ من الكتاب والصحافيين الصحيفة بالاعتذار وغلق مكاتبها في العراق. وأقام ثلاثة من المحامين العراقيين دعوى قضائية على الصحافيين حمزة مصطفى ومعد
فياض.
يشار الى ان صحيفة "الشرق الأوسط" نشطت في العراق بعد عام 2003، وافتتحت لها مكتباً في بغداد ووظّفت نحو عشرة مراسلين وحظي الشأن العراقي بأهمية خاصة بالنسبة لها، كذلك اصدرت طبعة خاصة للعراق، لكن موقفها النقدي من حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ادخلها في مشاكل مع الحكومة التي امرت بإغلاق مكتبها عام 2013. ثم عادت للصدور في بغداد عشية تسلّم رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي مهام عمله، عقب ذلك قامت
جماعة مسلحة بالاعتداء على مكتبها، فغادرت الى محافظة اربيل منذ سنة تقريباً، وتقوم بطباعة وتوزيع نسختها العراقية في اقليم كردستان لكنها لا تصل الى بغداد.
فاضل النشمي _ بغداد