كشف موقع "ديبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي أنّ كلاّ من إسرائيل والأردن وسوريا بدأ محادثات سرية بهدف تثبيت الأمن على الحدود في جنوب سوريا، عبر إعادة الوضع الذي كان سائداً في الجولان المحتل قبل اندلاع الحرب في سوريا في العام 2011، بحسب مصادر أميركية وروسية، مؤكداً أنّ إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم إمارة أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، موضوعون في الصورة.
في تقريره، أكّد الموقع أنّ المحادثات، التي ما زالت في المرحلة الأولية، أفضت إلى نتيجة ملموسة أولى، إذ وصلت مجموعة من جنود "قوة الأمم المتحدة لمراقبة فك الاشتباك" أو ما يُعرف بـ"أوندوف"، إلى الجانب الذي تسيطر عليه سوريا من هضبة الجولان المحتل، بعد عامين على انسحابها، لافتاً إلى أنّ هذه القوة تموقعت في معكسر الفوار في شرق القنيطرة، كما سابقاً.
كما وأشار الموقع إلى أنّ صلب هذه القوة يتألّف من 1000 جندي أممي و70 مراقباً تقريباً، موضحاً أنّه يتوقَّع أن تعيد إنشاء المنطقة منزوعة السلاح السابقة التي فصلت بين إسرائيل وسوريا بموجب اتفاقية فك الاشتباك التي وُقعت بينهما في العام 1974.
وتابع الموقع بالقول إنّ المنطقة منزوعة السلاح هذه تمتد على طول 80 كيلومتراً من جبل الشيخ وصولاً إلى الحدود الإسرائيلة-السورية-الأردنية المشتركة. وفيما أوضح الموقع أنّ الجيشين الإسرائيلي والسوري، في منطقة الجولان البالغ طولها 25 كيلومتراً وعمقها نصف كيلومتر وعشرة أمتار، كانا ملتزمين بنشر عدد محدد من الجنود وحمل نوعية محددة من السلاح، أكّد أنّ إدارة مدنية سورية ستعيد تولي هذه المنطقة، تحت سيطرة "أوندوف"، على أن يُعاد فتح معبر القنيطرة، تحت مراقبة الأمم المتحدة وضباط إسرائيليين وسوريين.
تعقيباً على ما أورده الموقع أعلاه، استطرد قائلاً إنّ تعديلات قد تلحق بالترتيبات العسكرية التي ما زالت قيد المناقشة، مؤكداً أنّ العقبة الأساسية لعودة الظروف السابقة للحرب السورية، تتمثل بوجود قوات سورية متشددة في جنوب سوريا، على رأسها جيش خالد بن الوليد، الذي أعلن ولاءه لزعيم تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي. وبحسب الموقع، فإنّ هذه القوات ستكون أمام خيارين، إمّا القبول بسلطة الجيش السوري أو خوض معركة حياة أو موت.
في ما يتعلّق بإسرائيل، أوضح الموقع أنّ لها مصلحة بعودة المنطقة منزوعة السلاح، إذ أنّها لن تفسح المجال أمام وجود عسكري في مواجهة الجولان والجليل المحتليْن، حيث يتواجد "حزب الله" وعناصر إيرانية منذ أشهر قليلة.
على مستوى سوريا، اعتبر الموقع أنّ رئيسها، بشار الأسد، قدّم دليلاً على انطلاق هذه المحادثات، في مقابلة أجراها في 16 تشرين الثاني الجاري، عندما أكّد أنّه سيكون حليفاً مع ترامب، إذا حارب الإرهاب، ومع روسيا وإيران وغيرهما من البلدان التي تريد محاربة الإرهاب بدورها.
وفي ختام التقرير، خلص الموقع إلى أنّ الأطراف المشاركة في عملية إعادة المنطقة منزوعة السلاح هي إدارة ترامب العتيدة وموكسو ودمشق وعمان وأبو ظبي وتل أبيب، وإن كان بدرجات مختلفة، لافتاً إلى التغيرات الاستراتيجية التي أنتجتها الحرب السورية أشركت كلاً من روسيا والأردن والإمارات في هذه المسألة.
(ترجمة "لبنان 24" - Debka)