يحتفل لبنان غدا بذكرى الإستقلال وعلى ما يبدو لن تكتمل فرحة الإستقلال في ظل التباطؤ في تشكيل الحكومة إثر الخلافات السياسية على الحصص الوزارية، وكأن قدر اللبنانيين التنقل من شغور إلى شغور تحت شعار المكاسب السياسية والمحاصصات .
تأتي الاحتفالات بعيد الاستقلال هذا العام بعد انطلاق العهد الجديد وبعد عامين ونصف من الشغور الرئاسي لتكون هذه المناسبة إنطلاقة جديدة للعهد والجمهورية بالرغم من إخفاق السياسيين بإعلان التشكيلة الحكومية .
وتزامن عيد استقلال لبنان هذا العام بظاهرة العروض العسكرية غير الشرعية وإثارة مناخ العسكرة المسلحة الموازية للجيش اللبناني الذي يعد العدّة للعرض العسكري السنوي بهذه المناسبة .
وقد أشاعت العروض العسكرية في كل من القصير والجاهلية جملة تساؤلات حول الأهداف والتوقيت ولئن كان العرض العسكري الاول لحزب الله خارج لبنان إلا أن العرض الثاني في الجاهلية يحمل دلالات سلبية على الواقع اللبناني العام وخصوصا لجهة التحضيرات التي يقوم بها الجيش اللبناني للعرض العسكري السنوي بذكرى الاستقلال، فما هي الأهداف والدوافع التي أفضت لإقامة مثل هذه العرض وما هي شرعية هذا الإستعرض في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد.
وفي أي حال لا يريد اللبنانيون وفي غالبيتهم العظمى سوى جيشهم الوطني، صاحب الحق الحصري مع باقي المؤسسات الأمنية الشرعية، في حمل السلاح والدفاع عن حدود الوطن، وحماية السلم الأهلي، وردّ كيد الاعداء إلى نحورهم، وملاحقته والتصدي لكل شرير وعابث وإرهابي ومتطاول على السيادة الوطنية. وقد أثبت هذا الجيش أنه أهل لمهمته وكفؤ بما يكفي للقيام بواجباته، بل أثبت جدارته التامة في تنفيذ تلك الواجبات والمهام ولم يبخل بدماء أعز رجاله في سبيلها.
وحده هذا الجيش يحق له استعراض قوته أمام اللبنانيين ومن أجلهم، ولا أحد غيره. ووحده هذا الجيش تليق به العسكرة وحمل السلاح لأنه لكل اللبنانيين وليس لفئة منهم، ولأنه رمز للدولة وليس للمشاريع الخاصة، ولأنه رمز للاستقرار والأمان وليس وعداً بالفتن والفلتان والزعران، ولأنه رمز للبنان وليس أداة للخارج القريب والبعيد
.. وكل عام ولبنان وأهله واستقلاله وجيشه بخير