لا أخفي عليكم أنني أستهضم الوزير السابق وئام وهاب، إن في مقابلاته التلفزيونية أو ندواته الاستراتيجية أو حتى في تغريداته التويترية، إلى أن جاء الدور على " العرض " العسكري بالامس فإنني أعلن أمامكم أنني لم أستطع ان اتمالك نفسي من شدة الضحك،، واعلمكم انني اعدت مشاهدة الحدث التاريخي مرات ومرات ومرات وفي كل مرة كنت الجأ لمسح دموع الضحك كأنني أشاهده للمرة الاولى، تماما كما يحصل معي عندما أشاهد مقاطع من مسرحية مدرسة المشاغبين.
ولا بد من القول هنا أن مسرحية الجاهلية فاقت بهضامتها "مدرسة المشاغبين" ، فمنذ المشهد الاول، عندما تقدم المسؤول العسكري بوهرته وصوته النعنوع ليأخذ الاذن من القائد العام للبدء بانطلاق الجحافل،
شباب ملثمين ( حياءا ) بلباس النينجا، مع مشية تشبه كل شيء الا المشية العسكرية، ولولا انهم بصفوف عامودية لظننا انهم "يعمرون" دبكة جبلية غير منتظمة لقلة التدريب، زاد من هضامة اللباس تلك العصبة البيضاء على جبابهمم ( لبيك يا سليمان )، مع التركيز أن اللون الابيض هو اللون الانسب عند المقاتلين خاصة بالليالي الحالكات حتى يميزوا بعضهم عن اعدائهم.
الاجمل هو هبوط رجال " الرابيل " عن السطح من الطابق الاول، وكل تلك " الجعلكة " والتلبّك بالحبال الملكوكة عليهم والتي كان يمكن الاستغناء عنها ببساطة والقفز على الارض من دونها !!
كل هذا كوم، والجماهير الغفيرة المحتشدة كوم تاني، والتي كادت تصل الى أعداد الجماهير التي تحضر ماتش كرة القدم عنا بالضيعة على ملعب النبعة، فيطل عليها القائد المفدى من دون شاشة عملاقة ومن دون حتى زجاج مضاد للرصاص، مكتفيا باعداد من المرافقين حوله، رافعا اصبعه في وجههم مهددا اسرائيل ومعها الارهاب بكل أصنافه وصولا الى وليد جنبلاط، معلنا وبالفم الملآن أن الوزارة لا تليق الا به وبأمثاله.
من موقعي كناقد " أدبي "، أستطيع الجزم أن مسرحية الجاهلية كانت ناجحة جدا، ومتضمنة لكل عناصر الكوميديا المطلوبة، وادخلت السرور والفرح على قلوبنا، ورسمت الضحكة الواسعة على وجوه المشاهدين، وأنها احتوت على كل متطلبات المسرحية الكوميدية،،، لولا وجود الحاج محمود قماطي .