"بونسوار معكن مدام انطون، بدي اعطيكن خبر عاجل واذا بليز فيكن توجهو هيدي الرسالة للكل وتعملو (BC) انو على عيد البربارة داعش حتكون وحتنتشر عالبيوت كلا فاذا فيكن تسكرو وتقفلو البواب وما تفتحو لحدا واذا شفتو ولاد ما تفتحولن لأنو يمكن هني بيكونو مع داعش، فاذا بدكن ما تموتو بليز ما تفتحو البواب لحدا وعيّدو ببيوتكن لأنو هني يمكن يكونو لابسين déguisés وما بتعرفو مين هيدا الشخص، عملو معروف نشروه لهيدا الخبر مرسي".
هذا تحديداً ما تتضمنه رسالة يتناقلها المواطنون راهناً فيما بينهم عبر تطبيق "واتساب" ومنابر افتراضية أخرى. أغلب الظنّ أن معظم اللبنانيين باتوا مدركين أن مثل هذه الرسائل ليست سوى إشاعات، ويجب التعامل معها بحنكة بعيداً من أي شعور بالهلع والقلق، ومع هذا فإنها في كثير من الأحيان تثير البلبلة في صفوف كثيرين، بل انها تدفع السلطات والجهات المعنية الى الاستنفار تحسباً أو الى اصدار بيانات توضيحية ونافية.
جميعنا يذكر جيداً "همروجة" الاشاعات التي أعقبت تفجير القاع، وقد أثارت آنذاك هلعاً جدياً لا سيّما وانها أتت بعد عملية ارهابية فجائية حصلت بالفعل وأدت الى استشهاد مواطنين قاعيين أبرياء. كذلك الأمر بالنسبة الى سيارة الاسعاف في الضاحية الجنوبية، واستهداف المهرجانات السياحية خلال الصيف الماضي، الى التحذير من ان اللاجئين السوريين سينقضّون على اللبنانيين ويستولون على منازلهم وارزاقهم وأراضيهم...وهذا غيض من فيض هذه السنة الحالية التي مرّت علينا، إذ ان عودة سريعة إلى رزنامات السنوات السابقة كافية لتأكيد انتشار هذه الظاهرة القاتمة في المجتمع اللبناني.
على هذا النحو اذاً، يعيش سكان لبنان قلقين، غير قادرين على إنكار حقيقة وجود الارهاب الذي أطلّ وقد يطلّ عليهم من جنح الظلام في اي لحظة، وفي الوقت نفسه رافضين تصديق كل "خبرية متداولة" يختلقها شخص من غرفة نومه، لأن في ذلك جحيماً يومياً، ما يجعلهم ضحايا الارهاب طوراً، وضحايا اشاعات الارهاب في أحيان أخرى كثيرة ولا سيّما قبيل الأعياد والمناسبات.
مصدر أمني نفى عبر موقع "لبنان 24" ورود أي معلومات أمنية عن التخطيط للقيام بعمليات ارهابية في عيد البربارة أو في اي مناسبة أخرى، واضعاً الرسالة المتداولة في سياق الاشاعات الهادفة الى اثارة البلبلة والهلع.
بحسب المصدر، على المواطنين أن يكونوا متيقظين ويتخذوا اجراءات الحماية والحذر في كلّ الأوقات والأماكن، ليس تحسباً من عمليات ارهابية يصعب ربما استباقها وإفشالها في لبنان كما في كل دول العالم، بل ايضاً للوقاية من جرائم السرقة والنشل والاعتداءات الجسدية المحتملة، وهذا دور يكملّون فيه عمل الاجهزة الامنية المتأهبة دوماً للحفاظ على الامن وسلامة المواطنين كافة.
وعن ظاهرة الاشاعات، يقول المصدر أن القوى الامنية سبق وان توّصلت الى كشف هويات عدد من مطلقيها، محذراً اي شخص تسوّل له نفسه اختلاق هذه الأكاذيب من سهولة كشف هويتهواحالته الى القضاء المختص لنيل العقوبة اللازمة.
الإشاعة عابرة حتماً للزمان والمكان والظروف، وهي متنوّعة تطال مختلف القضايا. لكن بين إشاعة عن وصول عاصفة ثلجية قوية الى لبنان وأخرى تتحدث عن أعمال ارهابية وموت على الطرقات، فرق كبير ولا سيّما لناحية التأثيرات السلبية على المتلقين وتصرفاتهم في حيواتهم اليومية.
لبنان 24