قالت مديرية "صحة حلب الحرة"، التي تدير المستشفيات في حلب المحاصرة، ومنظمة الصحة العالمية، في وقت متأخر ليلة السبت، إن كل المستشفيات في حلب الشرقية المحاصرة.
 
وقالت المديرية، في بيان، نشر على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن "التدمير الممنهج الذي تتبعه روسيا والنظام في حلب أدى لخروج جميع المشافي عن الخدمة وترك المدنيين دون أي مرفق صحي".
 
وأكد المدير الإداري لمشفى "عمر بن عبد العزيز"، الواقع في حي المعادي بالقسم الشرقي المحاصر من مدينة حلب، في وقت سابق السبت، خروج المشفى بالكامل عن الخدمة جراء قصف قوات النظام، ومقتل وجرح عشرات المدنيين، بينهم أفراد من كادر المشفى.
 
وقالت إليزابيث هوف، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، إن مجموعة من وكالات الإغاثة تقودها الأمم المتحدة ومقرها تركيا "أكدت أن كل المستشفيات في شرق حلب خرجت من الخدمة".
 
من جانبه، قال مدير جمعية "إعانة المرضى الدولية" (IPHS)، إن الطيران الحربي الروسي استهدف مشفيي "الحكيم" و"البيان" في حي الشعار، بالصواريخ المظلية، أمس الجمعة، ما أدى لخروج "البيان" عن الخدمة بشكل كامل، مع عدم إمكانية صيانته وإعادة تأهيله، مشيراً إلى أن الأضرار في "الحكيم" تقدر بـ 60 %.
 
وأضاف "الرضوان"، أن مشفى "الزرزور" بحي الأنصاري، تعرض لقصف بصواريخ "الغراد"، الخميس، أسفر عن دماره بشكل كامل، منوها إلى نقل الجرحى والمرضى في كافة المشافي إلى مشفى "القدس" الوحيد والمتبقي في حلب.
 
وأوضح أن العديد من سيارات الإسعاف، التابعة لهيئة "شام الإنسانية" ومديرية الصحة، احترقت جراء القصف، كما تدمرت الأجهزة الطبية والمعدات الأساسية، مشيراً إلى عدم إمكانية ترميم أبنية المشافي نتيجة الدمار "الهائل"، وعدم توفر المواد اللازمة بسبب الحصار.
وتشهد حلب الشرقية المحاصرة ضربات جوية مكثفة في شرق حلب منذ الثلاثاء عندما استأنف جيش النظام السوري وحلفاؤه العمليات هناك، بعد توقف لمدة أسابيع وشنوا عمليات برية ضد مواقع مقاتلي المعارضة على الخطوط الأمامية للمناطق المحاصرة الجمعة.
 
وقال التلفزيون الرسمي السوري، الثلاثاء، إن الطيران استهدف معاقل "للإرهابيين" ومستودعات في حلب. وقالت روسيا إن طيرانها يشن ضربات جوية في أنحاء أخرى بسوريا وليس في حلب. وتصف دمشق كل مقاتلي المعارضة بأنهم إرهابيون.
 
ونفت سوريا وروسيا اتهامات من المعارضة بتعمد استهداف المستشفيات وغيرها من البنى التحتية المدنية خلال الصراع الذي بدأ في 2011 وانضم إليه الطيران الروسي في أيلول/ سبتمر 2015.
 
61 قتيلا بالقصف
 
وارتفعت حصيلة القتلى في حلب وحدها إلى 61 قتيلا وأكثر من 280 جريحا، بحسب "الدفاع المدني" في حلب.
 
وقال الدفاع المدني على حسابه في موقع "فيسبوك"، إن طائرات النظام وروسيا الحربية استهدفت أحياء حلب بـ 150 غارة، فيما ألقى الطيران المروحي 220 برميلاً متفجراً ولغماً بحرياً، إضافةً إلى ألف و200 قذيفة مدفعية، أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا المدنيين.
 
وأكدّ الدفاع المدني، السبت، إصابة مدنيين بحالات اختناق، جراء قصف بالغازات السامة على حيين في مدينة حلب للمرة الثانية، خلال يوم واحد.
 
وقال مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني، إبراهيم أبو الليث، في تصريح لوكالة "سمارت" المعارضة، إن طائرات النظام المروحية ألقت براميل متفجرة محملة بغاز "الكلور" السام على حيي أرض الحمرا ومساكن هنانو، مساء الجمعة، ما أسفر عن إصابة 19 مدني بحالات اختناق، بينهم أطفال ونساء، أسعفوا إلى نقاط طبية قريبة.
 
وللمرة الثانية في اليوم ذاته، يُستهدف الحي بغاز الكلور، حيث أكّد مدير الدفاع المدني في حلب، إبراهيم الحاج، صباح الجمعة، إصابة 12 مدنياً بحالات اختناق، إثر قصف النظام للحي ذاته "مساكن هنانو"، وحي الأرض الحمرا بالغاز السام.
 
انتهاء المخزون الإغاثي
 
وأكدت الأمم المتحدة الجمعة، أن مخزونها من الغذاء شرقي مدينة حلب انتهى، فيما لم تتمكن من الوصول إلى الأحياء المُحاصَرة.
 
وقال فرحان حق، نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العامّ للأمم المتحدة: "نحن قلقون للغاية إزاء الأعمال العدائية الجارية في حلب ولاسيما التقارير التي تتحدث عن استمرار القصف الجوي المكثف والقصف العشوائي".
 
وأضاف في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة في نيويورك: "لا تزال الأحياء الشرقية من حلب بعيدة عن وصول العاملين في المجال الإنساني إليها حيث يعيش أكثر من 275 ألف شخص وسط ظروف مروعة".
 
وأكد المسؤول الأممي أن "المخزون الغذائي للأمم المتحدة أصبح خاويًا، كما أن المخزون الدوائي في المدينة وصل إلى مستويات منخفضة بشكل خطير".
 
إعاقة القافلة بدوما
 
وفي سياق متصل، قال عضو مكتب العلاقات العامة في المجلس المحلي لمدينة دوما بريف دمشق، السبت، إن قوات النظام عرقلت، للمرة الثانية، دخول قافلة مساعدات إلى المدينة، بعد خروجها من العاصمة دمشق وتوجهها لحاجز "مخيم الوافدين".
 
وأضاف عضو المكتب، نذير فليطاني، أنه من المفترض دخول قافلة المساعدات الأممية إلى مدينة دوما، أول أمس الخميس، إلا أن قوات النظام منعتها من الدخول "لأسباب لم نعلمها"، عقب وصولها إلى حاجز "مخيم الوافدين".
 
ولفت فليطاني إلى أن قوات النظام بدأت بقصف المدينة بشكل "عنيف" بعد إرجاعها لقافلة المساعدات، دون تلقيهم معلومات جديدة عن موعد دخولها.
 
وتحاصر قوات النظام مدن وبلدات الغوطة الشرقية، منذ مطلع عام 2012، مانعة دخول المواد الغذائية والطبية إليها، كما قطعت الكهرباء والماء عنها، ما أدى لتردي الأوضاع الإنسانية في الغوطة، وتسجيل عدّة حالات وفيات من الجوع ونقص الرعاية الصحية، لاسيما في مدينة دوما.
 
حصار الوعر
 
وقال عضو "لجنة المفاوضات" في حي الوعر المحاصر بحمص، السبت، إن قوات النظام عاودت حصار الحي مجددا مانعة دخول المواد الغذائية والأدوية، ما أدى لتردي الوضع الإنساني والصحي فيه بشكل "كبير".
 
وقال عضو اللجنة، ويدعى "أبو زهير"، بحديث مع وكالة "سمارت" المعارضة، إن النظام أغلق المعابر منذ نحو شهر مانعاً دخول المواد الغذائية بما فيها الخبز، فيما يعتمد السكان على مقايضة المواد الغذائية المتبقية لديهم فيما بينهم لسد حاجاتهم.
 
ولفت "أبو زهير" إلى النقص "الشديد" في المواد الطبية والأدوية، عقب قصف المركز الطبي الوحيد في الحي، كما أشار إلى انتشار أمراض سوء التغذية فيه، وسط انعدام أي تواصل مع المنظمات الإنسانية ومكتب الأمم المتحدة.
 
وحول المفاوضات، أوضح المصدر أنها توقفت عقب رفض الأهالي خروج المقاتلين من الحي "دون قيد أو شرط"، وبعد رفض النظام إطلاق سراح المعتقلين المتبقين، وسط تصعيد بالقصف على الحي "دون أي سبب".
 
وبلغت حصيلة ضحايا قصف النظام على الحي في الأيام القليلة الفائتة، 11 قتيلاً و40 جريحاً بعضهم بحالة خطرة، كما بينهم حالات بتر للأطراف، بحسب "أبو زهير".
 
ويشهد حي الوعر تصعيداً غير مسبوق من قبل قوات النظام، حيث قُتل 9 مدنيين وجُرح 15 آخرون، يوم الثلاثاء الفائت، جراء قصف بالأسطوانات المتفجرة، فيما خرج مركز العيادات الطبية في الحي عن الخدمةخلال الأسبوع المنصرم.
 
المصدر : عربي 21