في موقع Gab، وهو شبكة تواصل اجتماعي شعاره ضفدع Pepe frog ستحصل على تجربة استخدام مختلفة عما يقدمه موقع "تويتر" صاحب شعار الطائر الأزرق.
تأسست الخدمة في آب، في أعقاب حظر حساب ميلو يانوبولوس، محرر التكنولوجيا في شبكة برايتبارت الإخبارية، من "تويتر" بسبب المضايقات.
يبدو الموقع الجديد وكأنه مزيج من موقعي "تويتر" و"ريديت"، يسمح للمستخدمين بكتابة تحديثات بدون التقيد بعدد حروف محدد كما يمكن إضافة الروابط، والرموز التعبيرية، والصور المتحركة GIF. ويبدو أن الموقع عليه إقبال كبير من المستخدمين في الأيام الأخيرة.
أشباح في المنفى
وسيرى كل من تمكن من التسجيل في الموقع أن أغلب المحتوى الأكثر قراءة وتصويتاً يأتي من حسابات أعضاء حركة "اليمين البديل" الأميركية، الذين طردوا من "تويتر"، ولذلك قضاء الوقت في موقع Gab يشبه الحديث مع "أشباح في المنفى". وجدير بالذكر أن الموقع لديه قائمة انتظار من عشرات الآلاف الأشخاص الراغبين في التسجيل في الموقع.
ولقد حظر "تويتر" بشكل دائم حساب @ricky_vaughn99 العضو البارز في حركة اليمين البديل الأميركية منذ عدة أسابيع، وقد فشلت محاولات حصوله على حسابات بديلة في"تويتر"، على أي حال هو الآن عضو في موقع Gab.
ولقد لقي تفاعلاً كبيراً عندما كتب في حسابه على Gab: "فشل المحتوى الإعلاني المدفوع في فوز هيلاري في الانتخابات، سيقطع جورج سورس والمليارديرات الآخرون تمويل المحتوى الإعلاني المدفوع. تسريح العديد من الصحفيين في الطريق".
زاد استخدامه مع الانتخابات الأميركية
وزاد استخدام موقع Gab في الأيام القليلة الماضية، وفيما يبدو أن لذلك علاقة مباشرة بالانتخابات الأميركية الأخيرة، حيث حظر موقع "تويتر" العديد من حسابات أعضاء حركة اليمين البديل البارزين.
كتب المعلق المحافظ ديفيد فروم لمجلة The Atlantic إنها فكرة سيئة، مشيراً إلى عدم وجود دليل على مخالفات واضحة، على الأقل من بعض الحسابات المحظورة.
وأضاف ان "الطريقة الصحيحة للتعامل مع حسابات النازيين الجدد في وسائل التواصل الاجتماعي ليس بأخذ منصاتهم بل بأخذ جمهورهم".
هناك منطق مقنع في هذه الحجة، عندما يسجل أحدهم في موقع Gab، ما فائدة الحظر حينما يمضي أعضاء اليمين البديل قدماً نحو إنشاء أو اختيار منصاتهم الخاصة؟
تشير الموضوعات الأكثر تداولاً على "تويتر" إلى حضور قوي لهذا المعسكر:
#MAGA (لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى)، #PresidentTrump و#AltRight. لو بحثت في هذه الوسوم جيداً ستجد نفس التعبيرات، وإحصاءات الذكاء، والخرائط العلمية الزائفة للسمات العرقية مما يعني أن حسابات اليمين البديل لا تزال منتشرة على تويتر.
وأكد أندرو توربا الرئيس التنفيذي ومؤسس موقع Gab: "نحن نرحب بالجميع وسوف نظل كذلك". وأضاف توربا أيضاً أن Gab ليس "تويتر خاصاً بالعنصريين، ورغم ذلك هناك الكثير من المواد العنصرية التي يمكن العثور عليها هناك".
ولكن حتى الآن، من الصعب جداً أن تجد في Gab حسابات تنشر تحديثات مختلفة عن الخط المؤيد لترامب.
وتحت هاشتاغ #SpeakFreely ، نشر حساب يُدعى European Americans: "المكسيك تدين للولايات المتحدة الأميركية بمليارات الدولارات مما يؤثر سلباً على ازدهارنا الاجتماعي والاقتصادي. كيف سيدفعون؟ يجب أن يتنازلوا عن أرضهم".
لسنا واعظين فقط
بول جوزيف واتسون، وأليكس جونز، قد كتب في موقع Gab، ما بدا أنه يعترف بضرورة التجانس السياسي في الموقع: "الآن تويتر تطهر الجميع، أعتقد من المهم لموقع Gab أن ينتشر موسعاً نشاطه ويجذب اليساريين كي لا نكون مجرد واعظين للجمهور".
وكان الموضوع المفضل في الأيام الأخيرة هو التنديد المزعوم لـ"تويتر"، والحديث عن الأمل في موقع Gab ليصير ملاذاً جديداً للأيديولوجية التي أظهر "تويتر" العداء لها.
"الغارديان" اتصلت بتويتر لتأكيد ما إذا كان هناك تحفز ضد حسابات حركة اليمين البديل، لكن الموقع لم يُجِب قبل الموعد المحدد للنشر.
أوقف "تويتر" حساب ريتشارد سبنسر الذي ابتكر مصطلح "اليمين البديل" واصفاً أيديولوجيته، رغم أن لديه مؤسسة فكرية يمنية متطرفة، فهو رئيس معهد السياسة الوطنية. وقد انضم إلى موقع Gab منذ شهر، ولكنه بدأ في النشر بانتظام منذ يومين فقط.
"تويتر" طرد معاد للمرأة
وكان آخر قائمة المطرودين من "تويتر"، باكس ديكنسون، وهو الرجل الذي أجبر على الاستقالة من منصب المدير التنفيذي للتكنولوجيا لموقع "بيزنس إنسيدر" على إثر سلسلة من التغريدات المعادية للمرأة.
وظهر بعدها في منصب مدير التكنولوجيا التنفيذي لـWeSearchr، وهي الشركة التي أسسها مع الصحافي اليميني سيئ السمعة تشاك سي جونسون، الذي جمع التبرعات لإطلاق الصحيفة الشعبية لكشف التقدميين، والمحافظين، والمعتدلين والإعلاميين.
وتحدث عن حظره من تويتر باعتباره انتصاراً: "عملية تطهير ضخمة ضدنا، لكن كان يمكن لتويتر تطهير #AltRight قبل إيصالنا الرئيس إلى البيت الأبيض. لم يفعلوا ذلك لأنهم لم يتوقعوا أنه من الممكن أن يحدث."
ملاذ على الإنترنت لليمين المتطرف
قبل Gab، كان توربا قد أسس خدمة للإعلانات الآلية على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن في الأسبوع الماضي حظر من حاضنة الأعمال Y Combinator بعدما زعمت المنظمة أنه تحدث بطريقة مهددة ومُحرضة لبعض الأعضاء الآخرين في موقع "فيسبوك" في سلسلة من المناقشات أثناء تأييده ودعمه لترامب.
ولكن، الثلاثاء 15 تشرين الثاني، احتفل على Gab بنجاح مشروعه الجديد: "لقد كان اليوم أعظم يوم لموقع Gab. إنه الوقت المناسب لرفع مستوى استضافتنا".
من المحتمل أن يصبح Gab ملاذاً على الإنترنت لليمين المتطرف. وليس من الواضح ما إذا كان هناك آخرون سوف ينضمون للموقع أم لا. السؤال فيما بعد سيكون: هل العزلة في فقاعة سوف تجعل وجهات نظر اليمين المتطرف أمراً طبيعياً؟"
(Huffington Post)