كشفت وزارة الخارجية الأميركية عن تجارب جديدة واعدة تقوم بها لمواجهة الجهود التسويقية لداعش والقاعدة وغيرهما من المنظمات الإرهابية لجذب الشباب وتنظيمهم من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وخصوصا فيسبوك.
وتدار هذه الجهود من قبل مركز جديد أطلق عليه اسم “مركز التواصل مع العالم”، بمشاركة العديد من المؤسسات والوكالات الاستخبارية الأميركية وتحت مظلة وزارة الخارجية.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن تأسيس المركز الجديد هو لترميم وإعادة بناء لسياساتها التواصلية السابقة لمجابهة انتشار الإرهاب عبر شبكات التواصل الاجتماعي والتي طالما تعرضت لانتقادات الخبراء والمتخصصين الذين اعتبروها أساليب تقليدية غير فعالة.
تعتمد التجارب الأولية التي أجراها المركز، على أساليب التسويق الرقمية الحديثة التي باتت تستخدم من قبل الشركات الحديثة لاجتذاب الزبائن من خلال شبكات التواصل الاجتماعي لبضاعة أو خدمة معينة.
وتتيح شركة فيسبوك للشركات ومن خلال منصتها الإعلانية توجيه إعلانات تصل إلى الفئات المستهدفة بدقة بالغة، حسب الجنس والعمر ومكان السكن واللغات والهوايات وباقي الاهتمامات الأخرى والتي يسجلها موقع فيسبوك عن الشخص من خلال معلومات يفصح عنها بنفسه أو من خلال إشارات ودلائل رقمية يستخلصها فيسبوك من النشاط الذي يقوم به المستخدم على الموقع، مثلا الصفحات التي يعجب بها ويتفاعل معها، فإن كان سجل إعجابه بصفحة جهادية وتفاعل معها، يتم الاستنتاج بأن لديه ميولا جهادية وهو عرضة للتجنيد من قبل المنظمات الإرهابية.
وقام المركز بإجراء تجربة لحملة دعائية أولية أنفق عليها 15 ألف دولار أميركي لشراء إعلانات فيسبوك موجهة للذكور والإناث من غير المتزوجين وتتراوح أعمارهم ما بين 13 و34 سنة، والذين يسكنون في المغرب وتونس والسعودية وظهرت عليهم بوادر الاهتمام بالعراق و”الدولة الإسلامية”.
ووصلت هذه الحملة الأولية والتي استمرت لمدة أسبوعين إلى 6.9 مليون شخص، وأنتجت 781 ألف زيارة لمواقع وفيديوهات حددها المركز وذات محتوى مصمم لإقناع الشباب بعدم الذهاب إلى سوريا والعراق وعدم الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية.
وصمم المركز إعلانات بصيغ مختلفة لدراسة ومعرفة أيها أكثر تأثيرا وتلفت نظر الشباب أكثر. وكانت أنجح الإعلانات عبارة عن فيديو صمم ليناسب شباب كل بلد على حدة، ويخاطب المشاهد بلهجته المحلية ويحاكي النمط التفكيري السائد في منطقته.
كانت الرسالة التسويقية “حث الشباب على الابتعاد عن داعش” واحدة في كل الفيديوهات، ولكن للتونسي نطق الفيديو باللهجة التونسية وللسعودي بلهجته المحلية وللمغربي بالأسلوب المغربي المناسب.
وأظهرت النتائج أن الدفعة الأولى من الفيديوهات اجتذبت 2.4 مليون شخص شاهدوا أكثر من مليون دقيقة مشاهدة، أي ما يعادل السنتين.
وسينفق المركز 50 ألف دولار على إعلانات فيسبوك جديدة تستهدف مواطنين في 12 دولة من بينها مصر وإندونيسيا وفرنسا.
ويقول مايكل لومبكن، مدير المركز الجديد، “تسعى الولايات المتحدة اليوم إلى استخدام أسلوب دعائي موجه بدقة لإحباط مساعي التنظيمات ذات النزعات الجهادية في دول أجنبية”، ويعترف بأن مهمة المركز ليست بالسهلة ولا توجد وسيلة دقيقة لمعرفة عدد الشباب الذين يتم تحييدهم فعليا بعيدا عن مسار المنظمات الإرهابية.
صحيفة العرب