يشهد مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء الاسبق النائب ميشال المر في «العمارة» اتصالات سياسية مكثفة حول الانتخابات النيابية المقبلة، قانوناَ وتحالفات، تشمل كل أطراف المتن لا سيما مع حزب «الطاشناق» و«الكتائب» ممثلا بنائبه سامي الجميل، وبالواسطة مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون، وسط اجواء توحي بوجود فرصة للتفاهم على المبادئ العامة.
بدأت الاتصالات قبل نحو ثلاثة اشهر عندما استقبل المر وفداَ من حزب «الطاشناق»، جاء يؤكد متانة العلاقة وقرار التحالف مع «ريس العمارة والرقم الصعب في المتن»، لكن مع مسعى للتحالف مع «التيار الوطني الحر» على اساس اقتسام المقاعد الثمانية، اربعة بأربعة بين تحالف عون «الطاشناق» من جهة والمر وحلفائه من جهة اخرى، بما يعني اربعة نواب لعون مع الارمني، واربعة لتحالف المر و«الكتائب» بينهم المر عن الارثوذكس واثنان موارنة (سامي الجميل ومرشح آخر)، ويبقى المرشح الرابع اما ارثوذكسيا واما كاثوليكيا.
لم يرفض المر العرض الارمني، واكد الانفتاح على كل الاطراف والاستعداد للتفاهم على لائحة توافقية في المتن، لكن في اطار قانون انتخابي يبقي عدد نواب المتن ثمانية، اي ان تبقى المنطقة دائرة انتخابية واحدة.
نقل وفد «الطاشناق» العرض الى الرابية وجرت مداولات تفصيلية حول تقسيم المقاعد وفقا للتوزيع المذهبي والسياسي واقترح عون ـ بحسب مصادر متابعة ـ ان تضم حصة «التيار الحر» اربعة مرشحين وخامسا ارمنيا، فاعترض المر على ذلك مصرا على ان يكون مرشح الارمن من ضمن حصة عون «لأن اصوات الارمن وقتها صبت لمصلحة لائحة عون ـ نحو 12 الف صوت ـ ولولاها لفازت لائحة المر». لم يحصل الاتفاق وتم تشكيل اللجنة الفرعية لمناقشة «المشروع الارثوذكسي»، وازداد الكلام على دفن «قانون الستين» و«الأرثوذكسي» وارتفعت حظوظ النظام المركب بين الاكثري والنسبي.
يتوقف ميشال المر عند تراكم الاقتراحات الانتخابية، وهو تواصل مجددا مع الرئيس نبيه بري و«الطاشناق» وسامي الجميل، وانتهى النقاش عند قناعة بوجوب انتظار انتهاء عمل اللجنة الفرعية وبدء نقاشات اللجان النيابية المشتركة، مع الابقاء على مبدأ التحالف على لائحة توافقية في المتن بغض النظر عما سيكون عليه قانون الانتخاب، «إذا لم يكن الامر مجرد تضييع وقت لحين اتضاح صورة الوضع الاقليمي لا سيما في سوريا».
يقول ميشال المر لـ«السفير»: «لا مشكلة عندي في شكل القانون، ارثوذكسيا كان أم ارمنيا أم كرديا، المهم ان يبقى المتن دائرة واحدة، وانا لا اريد المناورة كما يفعل الآخرون في اللجنة الفرعية، لكن حاليا كل شيء مجمد في انتظار اقرار صيغة القانون. انا ارفض صيغة دمج المتنين الشمالي والجنوبي، سواء في اقتراح اكرم شهيب او اقتراح «المستقبل»، وجعل المتن كسرون جبيل دائرة واحدة يبقى اخف وطأة، كما ان اقتراح النسبية من دون تحديد حجم الدوائر سيشكل مشكلة، انا طرحي المتن دائرة واحدة، نسبيا كان او اكثريا او مركبا، لا مشكلة، المشكلة هي في تقسيم الدوائر وليس في النظام الانتخابي».
يضيف المر: «القانون الارثوذكسي سقط، ومشروع الحكومة (13 دائرة) سقط لأنه يقوم على النسبية الكاملة، وايا كان شكل القانون، نسبيا او اكثريا، لا مشكلة لدينا فنحن نعرف حجمنا السياسي والانتخابي وهو الى تزايد بحسب الاحصاءات، لكن المهم هو تقسيم الدوائر».
ويؤكد المر انفتاحه على العماد عون وكل الاطراف في المتن، والسعي الى التوافق، «ففي التوافق في المتن نوع من تطبيق النسبية بيننا وبين الآخرين، ونحن لا نرغب في المعارك الانتخابية لأن وضع البلد لم يعد يسمح بمزيد من الانقسام والمشاكل، لكن من المبكر الحديث من الآن عن تحالفات ولوائح قبل اتضاح طبيعة قانون الانتخاب. قبل طرح القانون الارثوذكسي وبعده، ما زلنا ننادي بالتوافق في المتن، والانفتاح على الجميع. هذا موقفنا ولن يتغير، لكننا ننتظر القانون الانتخابي لنحدد تفاصيل التحالفات واللوائح».
ويختم المر:«الكل ينتظر الوضع في سوريا، وفي ضوئه يتضح مسار الوضع اللبناني، في ظل التحرك الدولي المكثف لحل الازمة السورية، لذلك يشهد لبنان حالة الاستقرار المطلوبة دوليا، مع تشديد كل السفراء الذين نلتقيهم على حفظ هذا الاستقرار وعلى اجراء الانتخابات في مواعيدها. وخلال اسبوعين ستتضح صورة الوضع الاقليمي ويتضح مسار الوضع اللبناني. وللحديث صلة». غاصب المختار