يقال أنّ العماد جان قهوجي سأل الرئيس ميشال عون عن عدد الكراسي التي يجب وضعها على المنصّة الرئيسية في احتفال عيد الاستقلال القادم، كإشارة منه إلى الوقت الذي يستلزمه تشكيل الحكومة، وإن كان الرئيس تمام سلام سيكون جالسًا إلى جانب الرئيس المكلّف أم أنّ سعد الحريري سيجلس منفردًا إلى جانب رئيس مجلس النواب.
كان جواب الرئيس عون: بالاكتفاء بثلاث كراسي فقط !!!
الواضح حتى اللحظة أن جواب الرئيس لم يكن دقيقًا، وأنّ الاتصالات ما زالت متعثرة، وليس هناك مؤشرات حقيقية على إمكانية الانتهاء من التشكيل قبل يوم الاستقلال.
ومن المعلوم أن حزب الله الذي وافق على مضض على تمرير الصفقة الرئاسية، وسمح بوصول ميشال عون إلى بعبدا، لم يكن موافقًا على كامل الطبخة الرئاسية ومنها تسهيل تشكيل حكومة سعد الحريري، أو على الأقل فإنّ الحزب غير معنيّ بإعطاء "رجل السعودية في لبنان" عوامل قوة، ولا بتثبيته على الكرسي الثاني، مما يضعف حتما نشوة انتصاره بمشهدية التمسّك بالكرسيّين الآخرين عبر حلفائه.
إن وجود اربعة كراسي على المنصة، هو المشهد الذي يفضّله حزب الله حتمًا، وظهور سعد الحريري كرئيس مكلّف وإلى جانبه تمام سلام، هي الصورة المحببة عند الحزب على الأقل حتى ينقضي حفل الاستقلال! وبعده فيقضي الله أمرًا كان مفعولا .