بعد أسبوعٍ على إنتخابه رئيسًا للولايات المتحدة، لا تزال التحليلات السياسيّة عن سياسته المُرتقبة على جميع الأصعدة تُشعل المواقع والصحف العالميّة. وقد نشر موقع "ميدل إيست آي" مقالاً جديدًا أدرج فيه التوقعات عن الطرق التي سيتعامل بها البيت الأبيض مع المستوطنات الإسرائيلية، الإتفاق النووي الإيراني، الحرب في وسوريا والصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.


وعلى ما يبدو، فإنّ حملة الرئيس المُنتخب دونالد ترامب رسمت ملامح السياسة الجديدة.

أوّلاً، يرى ترامب، الذي سيستلم مهامه رسميًا العام القادم، والذي يسيطر الجمهوريون معه على مجلسَيْ النواب والشيوخ، أنّ أميركا مجهدة بمهام فوق طاقتها، لذلك فإنّ العمالقة كروسيا والصين يجب أن يكون لهم الحريّة أكثر في بلادهم وأنّ حلفاء الولايات يجب أن يبذلوا المزيد من الجهود.

وسوف يركّز ترامب على الشؤون الداخلية لتحقيق الوعد الذي قطعه بجعل أميركا عظمى مجددًا. بالنسبة للبعض، خصوصًا الحلفاء الخائفين، فهذا يعني تفكّك النظام ما بعد 1945 الذي كان من دعائم القوة السياسية والعسكرية والإقتصادية الأميركية.

أمّا في الشرق الأوسط، فـ"الشيطان يكمُن في التفاصيل". لسنوات إعترض البعض في العالم العربي على التدخل العسكري الأميركي في العراق، ليبيا ومناطق أخرى، ودعم واشنطن أفرقاء في مصر والسعودية. وبالنسبة للبعض، فقد كانت كلينتون إحدى أبرز المؤيدين للتدخلات، وقالت إنها اذا وصلت الى المكتب البيضاوي ستعمل على إقامة منطقة حظر طيران في سوريا، ما يعني إستكمال للتدخل العسكري الأميركي في المنطقة. لكنّ سياسة ترامب ستكون معاكسة.

سوريا: الخروج من المستنقع

الحرب السورية المتعددة الجبهات التي يشارك فيها كلّ من الجيش السوري، المعارضون، الأكراد، ومجموعات أخرى تعدّ "مشكلة من الجحيم" فقد أودت بحياة 400 ألف شخص، وإنفاق أموال وسلاح وقوات من تركيا والخليج وروسيا والغرب.

ومثلما قال ترامب، فإنّ تركيز واشنطن الأول يجب أن يكون على "داعش"، الذي ضُرب ببطء في العراق وسوريا. وبعكس الرئيس باراك أوباما، يقول إنّ ترك رجل قوي كالرئيس السوري بشار الأسد في الحكم يعني محاربة "داعش" بثمن قليل.

في حديث لـ"نيويورك تايمز " في آذار الماضي، قال ترامب: "إنّ النهج المُتبع لقتال داعش والأسد في وقت واحد كان ضربًا من الجنون". ثمّ تحدث عن العمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقضاء على المتشددين. وهذا التقرّب من موسكو سيقلق حلفاء واشنطن في الخليج، ويبدو أنّ ترامب سيكون قريبًا أيضًا من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

الإتفاق النووي باقٍ

ترامب لم يُكن من مؤيدي الإتفاق النووي، ووعد بالرجوع عنه بعدما اعتباره كارثي. لكنّ حوالى 76 خبيرًا وقعوا على تقرير مؤلّف من 45 صفحة من المجلس الوطني الإيراني الأميركي، وسيساعد القائد المقبل على المساعدة على إعادة الإستقرار الى المنطقة المضطربة.

تريتا فارسي، وهو مؤسس المجلس الوطني الإيراني الأميركي ومن أهم الخبراء في مجال العلاقات الإيرانية الأميركية والجغرافيا السياسية للشرق الأوسط، قال "إذا كانت أولوية ترامب قتال داعش، فهو لن يحتاج فقط للتعاون مع روسيا وإيران، بل عليه أن يبقي الإتفاق النووي من أجل تفادي أي تدهور في العلاقات مع إيران والتي ستؤدّي بالتالي الى التأثير على محاربة التنظيم".

إسرائيل: بعض الأمور لن تتغير

بدأ العرب يراجعون أبرز محطات حملة ترامب والذي وعد بأن يكون "محايدًا" في الوساطة بين إسرائيل وفلسطين.

وهناك بعض الأمور الثابتة، ففي آذار 2016، قال ترامب أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (AIPAC) خلال عقدها السنوي إنّ هناك علاقة لن تنكسر بين إسرائيل والولايات المتحدة. وبعد الإنتخاب، قال جيسون غرينبلات، وهو مستشاره للشؤون الإسرائيلية إنّ ترامب لا يرى ببناء المستوطنات "حاجزًا للسلام" مع الفلسطينيين.

فيما طالب آخرون ترامب بأن ينقل السفارة الأميركيّة من تل أبيب الى القدس.

(middleeasteye - لبنان 24)