"اعتبر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، أن انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة لا يعني بلاده. لكن الجنرال يحيي رحيم صفوي، مستشار الشؤون الدولية لخامنئي، حذر ترامب من ثمن باهظ إن انتهك الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست".
وقال خامنئي: "لا نفرح ولا نحزن بما تمخّضت عنه الانتخابات الأميركية. ما حصل هناك لا يعنينا، لسنا قلقين ونحن مستعدون لمواجهة كل الاحتمالات". وأشار إلى أن إيران "لا تحكم على الانتخابات" الأميركية، مضيفاً: "طيلة السنوات الـ37 الأخيرة (منذ الثورة عام 1979)، لم يأِت أي من الحزبين اللذين تعاقبا على الحكم، بالنفع علينا، ولطالما طاولتنا شرورهما ولم ننلْ منهما سوى العداء".
وأضاف أن الأجدى الآن هو التركيز على "إخراج إيران من مشكلاتها، الحالية أو المقبلة، والطريقة الوحيدة لذلك تكمن في الحفاظ على الوحدة الوطنية والنظام القائمين وتعزيزهما". وتابع: "الرجل الذي انتُخب رئيساً لأميركا قال في حملته الانتخابية: لو أن الأموال التي أنفقناها "في حروبنا في السنوات الماضية، سخّرناها لحلحلة المشكلات الداخلية في أميركا، لتمكّنا من إعا"دة بناء بلدنا. وأسأل المطبّلين لأميركا، بعدما انبهروا بها: هل تعرفون معنى كلام الرئيس الأميركي الجديد؟".
أما الرئيس الإيراني حسن روحاني فأكد أن نتائج الانتخابات الأميركية "لا تؤثر" في مصير بلاده، وزاد: "لسنا دولة أو أمة تتأثر بتغيير رئيس بلد هنا أو هناك، لأن لدى أمتنا إرادة عظيمة".
واعتبر صفوي أن "أي رئيس أميركي جديد يكون مرغماً على دعم الصهاينة"، مستدركاً أن "نقض الاتفاق النووي يُعد خطأ استراتيجياً، وستتكبد أميركا ثمناً باهظاً في حال نكث ترامب بالاتفاق". لكنه رأى أن من "المبكر الحكم على سياسات ترامب"، مرجّحاً أن "يغيّر مواقفه حيال بلدان المنطقة". وأضاف أن "الانطباع العام هو أن ترامب يهتم بالقضايا الاقتصادية، بدل المسائل الجيواستراتيجية وتوسيع الهيمنة الأميركية".
ونبّه وزير الدفاع الإيراني الجنرال حسين دهقان إلى أن "أي انتهاك أو تلكؤ أو عودة عن مسار الاتفاق النووي، سيكبد أميركا ثمناً باهظاً".
أما سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي فدعا إلى "الصبر لنرى مواقف" ترامب بعد انتخابه، مستدركاً: "لدينا كل الخيارات على الطاولة". وتطرّق إلى "تدخل تركيا في شؤون بعض دول المنطقة"، قائلاً أن الساسة الأتراك "يعتقدون بأنهم، من خلال تدخلهم في دول مثل العراق وسورية، سيصلون إلى موارد النفط والغاز، وسيتحوّلون قطباً لتصدير هاتين المادتين إلى أوروبا، وتحريض الصهاينة مؤثّر في هذا الصدد". واعتبر أن "تركيا اعتمدت في السنوات الـ3 - 4 الأخيرة سياسات من شأنها الإضرار بها جدياً".
في فرانكفورت، قال بيمان قرباني، نائب محافظ المصرف المركزي الإيراني، أن بلاده "تتوقّع أن ترى مزيداً من العقلانية في الموقف الذي سيتبنّاه ترامب بعد انتخابه رئيساً"، وزاد: "علينا الانتظار والترقّب".
وأعلن ناطق باسم الخارجية الألمانية أن برلين "ستحاول إقناع" إدارة ترامب بتنفيذ الاتفاق الذي اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه "يمنحنا جميعاً الأمن"، مستبعداً أن يلغيه الرئيس الأميركي، إذ إن "غيابه سيكون خطراً جداً". وكان مجلس النواب الأميركي صادق على تمديد قانون العقوبات على إيران لعشر سنين، علماً أنه أُقِر عام 1996 وينتهي في نهاية عام 2016، إذا لم يُجدّد. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن أن الرئيس باراك أوباما سيوقّع القانون. لكن سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني رأى في تمديد القانون "ضربة كبرى" للاتفاق النووي.
(الحياة)