أجرت شركة Ipsos العالمية الرائدة في مجال الإحصاءات دراسةً عن "نسبة الوعي حيال سرطان الثدي". شملت هذه الدراسة 7 بلدان، هي: الأردن، المغرب، قطر، لبنان، مصر، المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة. بلغَت العيّنة المستطلعة في لبنان 1315 مواطناً من كافة الفئات العمرية ما فوق الـ 15 عاماً ومن كافة الأراضي اللبنانية، وتكَوَّن نِصفها من الذكور ونِصفها الآخر من الإناث.
الأرقام اللبنانية
كشفَت نتائج الدراسة أنّ 64 في المئة من اللبنانيين يعلمون بأنّ شهر تشرين الأوّل هو شهر التوعية حول سرطان الثدي. وبدت نسبة الوعي حول هذا الموضوع متدنّية بين الرجال، إذ سجّلت 56 في المئة، وأكثر ارتفاعاً بين النساء، فبَلغت 75 في المئة.
يُذكر أنّ حملة التوعية حول سرطان الثدي ركّزت على أهمّية الكشف المبكر عن المرض من خلال إجراء النساء للصورة الشعاعية للثدي. وأكّدت الشريحة الأصغر سنّاً في الاستطلاع (بين 15 و24 عاماً)، أنّ مصدر معرفتها بالحملة هو خصوصاً Twitter ،Instagram ،Snapchat، وYouTube.
وتبيّن أنّ مواقع التواصل الاجتماعي لعبَت الدور الأكبر في إيصال حملة التوعية حول سرطان الثدي إلى الناس، فأشار 71 في المئة من المستطلعين أنّهم علموا بالحملة من خلال هذه الوسائل وفي طليعتها فيسبوك، بينما طالت اللوحات الإعلانية 37 في المئة من المستطلعين. و2 في المئة عرفوا عن الحملة عن طريق الأصدقاء وأفراد العائلة والزملاء، و19 في المئة من الراديو، أمّا 17 في المئة فمن المجلات والصحف.
هل يخضعنَ للكشف المبكر؟
أظهرَت العيّنة أنّ 30 في المئة من النساء اللبنانيات فقط سبق وخضعنَ لفحص الكشف المبكر عن سرطان الثدي. القسم الأكبر مِن اللواتي أجرينَ الفحص هنّ في سنّ الـ 45 سنة وما فوق وبلغت نسبتهنّ 82 في المئة. ولم يسبق لأكثر من نصف النساء اللواتي يبلغنَ من العمر بين 35 و44 عاماً أن خضعنَ لهذا الفحص، أمّا 20 في المئة فقط ممّن أجرينه هنّ ما دون الـ 34 عاماً.
إلى ذلك، أوضحت الدراسة أنّ 78 في المئة من النساء سبق وشجّعن إناثاً في عائلتهنّ على القيام بالتصوير الشعاعي للثدي، مقابل 62 في المئة من الرجال، حثّوا نساء في عائلاتهم على إجراء هذه الصورة.
وأورد رجال ونساء يفضّلون عدم تشجيع الإناث من أفراد عائلتهم وأصدقائهم على إجراء الفحص أنّ "الموضوع ليس من شأنهم ولا يتوجب عليهم القيام به". واعتبر غيرهم أنّ "الموضوع حسّاس للغاية" والبعض الآخر ذكرَ أنّ "مَن حولهم لسنَ بحاجة لإجراء التصوير الشعاعي للثدي، فهنّ شابّات وبصحة جيّدة ولسنَ في خطر".
وهناك أيضاً من لا يعتبرون أنّهم بحاجة لتذكير النساء في عائلاتهم للقيام بفحص الكشف المبكر عن سرطان الثدي، إذ يمكنهنّ الاعتناء بأنفسهنّ. 62 في المئة ممّن شملهم الاستطلاع في لبنان يعرفون بوجود منظّمات تعمل على الدعم والتوعية حول الوقاية من السرطان. ويَعتبر 90 في المئة أنّ هذه المنظمات تنجح في تقديم الدعم والمساعدة عبر توفير معلومات غنية عن المرض وطريقة الوقاية منه.
مسبّبات المرض
عن العوامل الرئيسة المسبّبة لسرطان الثّدي رأى 80 في المئة من المستطلعين أنّ عامل الوراثة يقف وراء الإصابة بهذا المرض، وعزا 37 في المئة سببَه للتدخين، بينما أشار 35 في المئة إلى التلوّث. 23 في المئة من المستطلعين رأوا أنّ سرطان الثدي سببُه جنسُها أي أنّها امرأة، و23 في المئة اعتبروا أنّ التقدّم في السن يسبّب هذا المرض، 18 في المئة اتّهموا النظام الغذائي والإكثار من تناول الدهون والسكّر ... بالتسبّب بسرطان الثدي، بينما صوّبَ 17 في المئة على ضغوط الحياة كسبب للإصابة بالمرض.
المساعدة والدعم
طُرح على المستطلعين سؤال: "برأيك، ما الذي يساعد مريض سرطان الثدي، إضافةً إلى العلاج الطبّي؟".
إعتبَر 83 في المئة أنّ دعم الأهل والأصدقاء يساعد مريض سرطان الثدي، بينما لفتَ 43 في المئة إلى قدرة الإيمان الديني على مساعدة المريض، ورأى 25 في المئة أنّ المساعدة والدعم قد يأتيان من مريض آخر وخصوصاً مِمّن تخلّصنَ من المرض، ولفت 24 في المئة إلى أهمّية تقديم الدعم المعنوي للمريض من قبَل معالج متخصّص.
هل يصاب الرجال بسرطان الثدي؟
إنّ 44 في المئة من اللبنانيين لا يَعلمون بأنّ الرّجال يمكن أن يصابوا بسرطان الثّدي. وتظهر هذه النسبة مرتفعة بين الرجال أنفسِهم، إذ إنّ 49 في المئة منهم لا يدركون أنّهم معرّضون أسوةً بالنساء. في المقابل، عبّر 36 في المئة من الرجال فقط عن استعدادهم للقيام بفحص الكشف عن سرطان الثدي، بينما رَفضت الشريحة الأكبر بينهم وتُشكّل 64 في المئة، إجراءَ هذا الفحص.
هل هو تابو؟
يَعرف 41 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع شخصاً من أفراد عائلتهم أو أحد أصدقائهم مصاباً بسرطان الثدي. وكشفَت الدراسة أنّ نسبةً مرتفعة بلغَت 35 في المئة من العيّنة تَعتبر أنّ سرطان الثدي موضوع محظور (تابو). فالبعض لا يشير إلى المرض باسمِه الفعلي "سرطان" بل يفضّل استعمال عبارة "هيداك المرض"، نظراً لثِقل وقعِه. كما وأنّ البعض يَهاب هذا الموضوع، إذ إنّ علاجه قد يستوجب استئصال الثدي.
(الجمهورية)