مع تسارُع وتيرة المشاورات على جبهة التأليف الحكومي، ورهان الجميع على الأجواء الإيجابية السائدة، تترقب الأوساط السياسية ومعها اللبنانيون أن تبصر الحكومة العتيدة النور في أقرب وقت ممكن.
على وقعِ التقدّم في تركيب التشكيلة الوزارية الجديدة ودخولها مدار الصيَغ ما قبل النهائية، نشَطت حركة الاتصالات على أكثر من مستوى، فزار الرئيس المكلف سعد الحريري مساءً قصر بعبدا وأطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على نتائج الاتصالات الجارية لتأليف الحكومة، واكتفى الحريري لدى مغادرته القصر بالقول إنّ ثمّة تفاصيل يتمّ درسُها في شأن التشكيلة الوزارية، وإنّ الأجواء إيجابية. وعندما سُئل عمّا إذا كانت ولادة الحكومة باتت قريبة؟ أجاب: «ان شاء الله خير».
وفي المعلومات أنّ الحريري حمل مسوّدة تشكيلة وزارية إلى رئيس الجمهورية كان يُتوقع على أساسها أن تبصر حكومته النور خلال ساعات، وتتضمّن حقائب وزارية ثابتة وأخرى قيد النقاش والتغيير. وعُلم أنّه تمّ تذليل تسعين في المئة من العقبات، كما أنّ غالبية الأسماء باتت ثابتة.
وشهدت المشاورات الأخيرة والتي استمرّت حتى ساعة متقدّمة من الليل نقاشاً حول بعض الأسماء والحقائب، كحقيبة «المرَدة» التي يصرّ رئيس تيارها النائب سليمان فرنجية على وزارة الطاقة، بعدما حسِمت وزارة الأشغال لحركة «أمل».
ولكنّ معلومات شاعت ليلاً وتفيد أنّ الأشغال ستُسنَد إلى «المردة» مقابل إسناد حقيبة التربية إلى حركة «أمل».
وكانت قد رسَت الاتصالات الأخيرة على إعطاء 4 حقائب للشيعة (الماليّة، التربية، الزراعة والصناعة أو الاقتصاد) مع تركِ حقيبة لوزير شيعي يسمّيه رئيس الجمهورية، على أن يسمّي عون أيضاً وزيراً سنّياً (فيصل كرامي حقيبة الشباب والرياضة).
برّي
وفي المواقف، طمأنَ رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أنّ الأمور المتعلقة بتأليف الحكومة تسير في أجواء إيجابية، وأنّ بعض العقبات يجري تذليلها. وأملَ في أن تكون الولادة قريبة وقبل عيد الاستقلال.
ونَقل النواب عنه، بعد «لقاء الأربعاء» النيابي، أنّ هناك رغبة في تأليف الحكومة سريعاً للمباشرة في ورشة العمل المنتظرة لمعالجة القضايا والملفات الحيوية الملِحّة، والانصراف إلى درس وإقرار قانون الانتخاب الذي يجب أن يكون في مقدّمة الأولويات المطروحة.
حركة مشاورات
وفيما كان الرئيس المكلّف يجَوجل حصيلة جولات موفَديه إلى المراجع المعنية ويقارنها بحصيلة اتّصالاته المباشرة الخاصة بالتشكيلة الوزارية، رُصدت اتصالات مكثّفة لمدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره النائب السابق غطاس خوري مع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب الوزير علي حسن خليل، قبل أن يزور نادر الحريري عصراً الوزير جبران باسيل الذي كان قد أنهى لقاءً تقويمياً مع النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل في «القوات اللبنانية» ملحم رياشي موفداً من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لتقويم حصيلة المشاورات في الساعات الأخيرة.
في الصيفي
ومِن وزارة الخارجية انتقلَ نادر الحريري إلى الصيفي للقاء رئيس الحزب النائب سامي الجميّل، ووافاه خوري إلى هناك، ونَقلا إلى الجميّل رسالة مِن الحريري تحدّثت عن حصيلة المشاورات وحجمِ المصاعب التي تواجه بعضَ الطروحات على مستوى الحقائب والأسماء بفِعل تجدّد «الفيتوات» وحجمِ المطالب التي فرَضت إعادة طرح الصيغة الحكومية الموسّعة، الأمر الذي قاد إلى لقاءات مليئة بالعتب وغسلِ القلوب.
وقالت مصادر كتائبية لـ«الجمهورية» إنّ اللقاء لم يتطرّق إلى أيّ تشكيلة وزارية ولا إلى الحقيبة التي يمكن أن تُسند للكتائب، وإنّ ما هو مؤكّد الحرص على إشراك الكتائب في الحكومة بنحوٍ محترم. وأكّد موفدا الحريري أنّ الاتّصالات مستمرّة وهناك أكثر من مخرج يمكن التوصّل إليه من خلال توسيع التركيبة الحكومية إلى ثلاثينية.
رفضٌ درزي للتحجيم
وفي موقفٍ اعتراضيّ على توزيع الحقائب السيادية وحرمان طائفة الدروز منها، اعتبَر رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط أنّ التأخير في التأليف «ليس إقليمياً بل محلّي»، مؤكّداً حقّ «بعض الشرائح المغبونة أن تطالب بحقّها» وقال: «لو كنتُ أعتبر نفسي مغبوناً لكنتُ وافقتُ على وزارة الشؤون الاجتماعية، لكن أفرغتُ الشؤون من شؤونها، ولنبقَ على الصحّة لنعطيَ اللبنانيين الصحّة وهذا أفضل». وأوضَح» أنّ «التويتر» الذي أطلقته «كان مازحاً، ولا بدّ من قبول المزح بالمزح».
وكان جنبلاط قد رفضَ في تغريدة صباحية محاولات تحجيم الدروز عبر عرض وزارة الشؤون الاجتماعية عليهم، مطالباً بوزارة الصحة، وقال إنّ «كلّ فريق ينتزع ما يريد بالقوّة، وممنوع حتى التلميح إلى وزارة سيادية».
وفيما أيّد أرسلان كلام جنبلاط مشدّداً على أنّ الوزارات السيادية «ليست حكراً على أحد»، اتّهَم رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب جنبلاط بتحويل الدروز في لبنان «طائفةً هامشية في المعادلة».
«التيار الوطني»
وأعربَ باسيل عن أمله في «تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة لكلّ اللبنانيين تؤدّي واجبَها الأوّل بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري وفقاً لقانون انتخابات جديد يحقّق صحة التمثيل». وقال: «أصبح للبنان رأسٌ ورئيس بدأت معه مسيرة التلاقي والتعافي من خلال قرار لبناني جامع ميثاقي يَجمع كلّ اللبنانيين ويؤدي إلى إعادة لبنان إلى طريق الازدهار».
«القوات»
وأكّدت «القوات اللبنانية» التمسّك بحصتها الوزارية، وأوضَحت النائب ستريدا جعجع أنّ حجم «القوات» بات معروفاً، وهي تطالب بخمسة وزراء إذا تألّفَت الحكومة من 30 وزيراً، وبأربعة وزراء إذا كانت من 24 وزيراً. وقالت: «لم نشارك في الحكومات سابقاً للأسباب التي تعرفونها ولكن هذه المرّة سنَدخل وفق الحصة التي يحقّ لنا بها».
«الكتائب» و«القوات»
وعلى خط العلاقة بين حزبَي الكتائب و«القوات» التي شهدت توتّراً وسجالاً كلامياً في الفترة الأخيرة، اتّصل جعجع بالرئيس أمين الجميّل مثنياً على كلامه في القصر الجمهوري، مشيراً إلى أنّ «العلاقة الطبيعية بين «القوات» والكتائب هي القاعدة، والخلاف هو الاستثناء».
وأكّد جعجع «أنّ المنطلقات الفكرية والوطنية التي تجمع القوات والكتائب هي واحدة ويجب أن نحاول دائماً ترجمتها في حركتنا السياسية». واتّفق جعجع والجميّل على التواصل الدائم بينهما.
وجاءت خطوة جعجع عقب كلامِ للجميّل من قصر بعبدا أمس الأوّل شدّد فيه على وجوب «عدم نسيان التاريخ المشترك من النضال بين الحزبَين اللذين قدّما التضحيات ودفَعا ثمناً غالياً»، آملاً في أن يكون ما حصل «غيمة صيف».
دعم مصر
وفي سياق الدعم العربي للعهد الجديد، نَقل وزير الخارجية المصرية سامح شكري إلى عون، رسالة تهنئة من نظيره المصري عبد الفتّاح السيسي لمناسبة انتخابه رئيساً للجمهورية، ودعوةً منه لزيارة القاهرة.
كذلك هنّأ المسؤولين اللبنانيين بإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وعرَض معهم للتحديات التي تواجه لبنان ومصر والعالم العربي، ولا سيّما منها انتشار ظاهرة الإرهاب، مشدّداً على أهمّية استعادة التضامن العربي والعمل المشترك، كذلك تطرّقَ إلى «أهمّية حماية الأمن القومي العربي من أيّ تدخّلات من خارج الإقليم».
واعتبَر شكري بعد زيارته بعبدا وعين التينة و«بيت الوسط» وقصر بسترس ومعراب والصيفي وكليمنصو «أنّ استعادة مؤسسة الرئاسة موقعَها وقربَ تشكيل الحكومة، كلّها تؤشّر إلى استعادة استقرار لبنان». وأكّد اهتمام مصر باستقرار لبنان، وتأكيدَها الوقوفَ إلى جانبه «لاستكمال المسار السياسي وتحقيق الاستقرار»، واهتمامها بتعزيز العلاقات الثنائية على مختلف المستويات.
عون
وكان الرئيس عون قد جدّد التزامَه تنفيذ ما ورد في خطاب القسَم تنفيذاً كاملاً، وقال: «يدي ممدودة إلى الجميع لكي نتعاون لتحقيق ما نراه ضرورياً لمصلحة جميع اللبنانيين، وفي مقدّمة ذلك تثبيت الاستقرار ومكافحة الفساد وإصلاح القوانين وتفعيل عملِ الإدارات والمؤسسات، وكلّ ما يلزم لقيام الدولة القوية والقادرة والعادلة».
وأكّد أنّه سيَسهر «على تحقيق العدالة ورفعِ الظلم وتوفير إنماء متوازن في كلّ المناطق اللبنانية». وشدّد على أهمّية إصلاح أجهزة الدولة والإدارات والمؤسسات الاجتماعية والصحّية، وأكّد «أنّنا إذا لم نغيّر نهجَ الحكم وطريقة التفكير فلن نصل إلى أيّ مكان».
الميدان السوري
وعلى الجبهة السوريّة، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسعفون وعاملون في الإغاثة إن غارات جوية ضربت مناطق محيطة بمستشفى للأطفال وبنك للدم في شرق حلب الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في اليوم الثاني من تجدد القصف الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 32 شخصاً.
إلى ذلك، نفت موسكو تقارير تفيد بأن طائراتها ضربت حلب في حملة القصف المتجددة، مشيرة إلى أنها ملتزمة بتعليق الغارات الجوية في المدينة. وفي محافظة ادلب، وافاد المرصد السوري بأنّ القصف الجوي طال مناطق عدة بينها مدينتا جسر الشغور وخان شيخون موقعاً عدداً كبيراً من القتلى والجرحى.
وفي المعلومات أنّ الحريري حمل مسوّدة تشكيلة وزارية إلى رئيس الجمهورية كان يُتوقع على أساسها أن تبصر حكومته النور خلال ساعات، وتتضمّن حقائب وزارية ثابتة وأخرى قيد النقاش والتغيير. وعُلم أنّه تمّ تذليل تسعين في المئة من العقبات، كما أنّ غالبية الأسماء باتت ثابتة.
وشهدت المشاورات الأخيرة والتي استمرّت حتى ساعة متقدّمة من الليل نقاشاً حول بعض الأسماء والحقائب، كحقيبة «المرَدة» التي يصرّ رئيس تيارها النائب سليمان فرنجية على وزارة الطاقة، بعدما حسِمت وزارة الأشغال لحركة «أمل».
ولكنّ معلومات شاعت ليلاً وتفيد أنّ الأشغال ستُسنَد إلى «المردة» مقابل إسناد حقيبة التربية إلى حركة «أمل».
وكانت قد رسَت الاتصالات الأخيرة على إعطاء 4 حقائب للشيعة (الماليّة، التربية، الزراعة والصناعة أو الاقتصاد) مع تركِ حقيبة لوزير شيعي يسمّيه رئيس الجمهورية، على أن يسمّي عون أيضاً وزيراً سنّياً (فيصل كرامي حقيبة الشباب والرياضة).
برّي
وفي المواقف، طمأنَ رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أنّ الأمور المتعلقة بتأليف الحكومة تسير في أجواء إيجابية، وأنّ بعض العقبات يجري تذليلها. وأملَ في أن تكون الولادة قريبة وقبل عيد الاستقلال.
ونَقل النواب عنه، بعد «لقاء الأربعاء» النيابي، أنّ هناك رغبة في تأليف الحكومة سريعاً للمباشرة في ورشة العمل المنتظرة لمعالجة القضايا والملفات الحيوية الملِحّة، والانصراف إلى درس وإقرار قانون الانتخاب الذي يجب أن يكون في مقدّمة الأولويات المطروحة.
حركة مشاورات
وفيما كان الرئيس المكلّف يجَوجل حصيلة جولات موفَديه إلى المراجع المعنية ويقارنها بحصيلة اتّصالاته المباشرة الخاصة بالتشكيلة الوزارية، رُصدت اتصالات مكثّفة لمدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره النائب السابق غطاس خوري مع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب الوزير علي حسن خليل، قبل أن يزور نادر الحريري عصراً الوزير جبران باسيل الذي كان قد أنهى لقاءً تقويمياً مع النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل في «القوات اللبنانية» ملحم رياشي موفداً من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لتقويم حصيلة المشاورات في الساعات الأخيرة.
في الصيفي
ومِن وزارة الخارجية انتقلَ نادر الحريري إلى الصيفي للقاء رئيس الحزب النائب سامي الجميّل، ووافاه خوري إلى هناك، ونَقلا إلى الجميّل رسالة مِن الحريري تحدّثت عن حصيلة المشاورات وحجمِ المصاعب التي تواجه بعضَ الطروحات على مستوى الحقائب والأسماء بفِعل تجدّد «الفيتوات» وحجمِ المطالب التي فرَضت إعادة طرح الصيغة الحكومية الموسّعة، الأمر الذي قاد إلى لقاءات مليئة بالعتب وغسلِ القلوب.
وقالت مصادر كتائبية لـ«الجمهورية» إنّ اللقاء لم يتطرّق إلى أيّ تشكيلة وزارية ولا إلى الحقيبة التي يمكن أن تُسند للكتائب، وإنّ ما هو مؤكّد الحرص على إشراك الكتائب في الحكومة بنحوٍ محترم. وأكّد موفدا الحريري أنّ الاتّصالات مستمرّة وهناك أكثر من مخرج يمكن التوصّل إليه من خلال توسيع التركيبة الحكومية إلى ثلاثينية.
رفضٌ درزي للتحجيم
وفي موقفٍ اعتراضيّ على توزيع الحقائب السيادية وحرمان طائفة الدروز منها، اعتبَر رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط أنّ التأخير في التأليف «ليس إقليمياً بل محلّي»، مؤكّداً حقّ «بعض الشرائح المغبونة أن تطالب بحقّها» وقال: «لو كنتُ أعتبر نفسي مغبوناً لكنتُ وافقتُ على وزارة الشؤون الاجتماعية، لكن أفرغتُ الشؤون من شؤونها، ولنبقَ على الصحّة لنعطيَ اللبنانيين الصحّة وهذا أفضل». وأوضَح» أنّ «التويتر» الذي أطلقته «كان مازحاً، ولا بدّ من قبول المزح بالمزح».
وكان جنبلاط قد رفضَ في تغريدة صباحية محاولات تحجيم الدروز عبر عرض وزارة الشؤون الاجتماعية عليهم، مطالباً بوزارة الصحة، وقال إنّ «كلّ فريق ينتزع ما يريد بالقوّة، وممنوع حتى التلميح إلى وزارة سيادية».
وفيما أيّد أرسلان كلام جنبلاط مشدّداً على أنّ الوزارات السيادية «ليست حكراً على أحد»، اتّهَم رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب جنبلاط بتحويل الدروز في لبنان «طائفةً هامشية في المعادلة».
«التيار الوطني»
وأعربَ باسيل عن أمله في «تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة لكلّ اللبنانيين تؤدّي واجبَها الأوّل بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري وفقاً لقانون انتخابات جديد يحقّق صحة التمثيل». وقال: «أصبح للبنان رأسٌ ورئيس بدأت معه مسيرة التلاقي والتعافي من خلال قرار لبناني جامع ميثاقي يَجمع كلّ اللبنانيين ويؤدي إلى إعادة لبنان إلى طريق الازدهار».
«القوات»
وأكّدت «القوات اللبنانية» التمسّك بحصتها الوزارية، وأوضَحت النائب ستريدا جعجع أنّ حجم «القوات» بات معروفاً، وهي تطالب بخمسة وزراء إذا تألّفَت الحكومة من 30 وزيراً، وبأربعة وزراء إذا كانت من 24 وزيراً. وقالت: «لم نشارك في الحكومات سابقاً للأسباب التي تعرفونها ولكن هذه المرّة سنَدخل وفق الحصة التي يحقّ لنا بها».
«الكتائب» و«القوات»
وعلى خط العلاقة بين حزبَي الكتائب و«القوات» التي شهدت توتّراً وسجالاً كلامياً في الفترة الأخيرة، اتّصل جعجع بالرئيس أمين الجميّل مثنياً على كلامه في القصر الجمهوري، مشيراً إلى أنّ «العلاقة الطبيعية بين «القوات» والكتائب هي القاعدة، والخلاف هو الاستثناء».
وأكّد جعجع «أنّ المنطلقات الفكرية والوطنية التي تجمع القوات والكتائب هي واحدة ويجب أن نحاول دائماً ترجمتها في حركتنا السياسية». واتّفق جعجع والجميّل على التواصل الدائم بينهما.
وجاءت خطوة جعجع عقب كلامِ للجميّل من قصر بعبدا أمس الأوّل شدّد فيه على وجوب «عدم نسيان التاريخ المشترك من النضال بين الحزبَين اللذين قدّما التضحيات ودفَعا ثمناً غالياً»، آملاً في أن يكون ما حصل «غيمة صيف».
دعم مصر
وفي سياق الدعم العربي للعهد الجديد، نَقل وزير الخارجية المصرية سامح شكري إلى عون، رسالة تهنئة من نظيره المصري عبد الفتّاح السيسي لمناسبة انتخابه رئيساً للجمهورية، ودعوةً منه لزيارة القاهرة.
كذلك هنّأ المسؤولين اللبنانيين بإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وعرَض معهم للتحديات التي تواجه لبنان ومصر والعالم العربي، ولا سيّما منها انتشار ظاهرة الإرهاب، مشدّداً على أهمّية استعادة التضامن العربي والعمل المشترك، كذلك تطرّقَ إلى «أهمّية حماية الأمن القومي العربي من أيّ تدخّلات من خارج الإقليم».
واعتبَر شكري بعد زيارته بعبدا وعين التينة و«بيت الوسط» وقصر بسترس ومعراب والصيفي وكليمنصو «أنّ استعادة مؤسسة الرئاسة موقعَها وقربَ تشكيل الحكومة، كلّها تؤشّر إلى استعادة استقرار لبنان». وأكّد اهتمام مصر باستقرار لبنان، وتأكيدَها الوقوفَ إلى جانبه «لاستكمال المسار السياسي وتحقيق الاستقرار»، واهتمامها بتعزيز العلاقات الثنائية على مختلف المستويات.
عون
وكان الرئيس عون قد جدّد التزامَه تنفيذ ما ورد في خطاب القسَم تنفيذاً كاملاً، وقال: «يدي ممدودة إلى الجميع لكي نتعاون لتحقيق ما نراه ضرورياً لمصلحة جميع اللبنانيين، وفي مقدّمة ذلك تثبيت الاستقرار ومكافحة الفساد وإصلاح القوانين وتفعيل عملِ الإدارات والمؤسسات، وكلّ ما يلزم لقيام الدولة القوية والقادرة والعادلة».
وأكّد أنّه سيَسهر «على تحقيق العدالة ورفعِ الظلم وتوفير إنماء متوازن في كلّ المناطق اللبنانية». وشدّد على أهمّية إصلاح أجهزة الدولة والإدارات والمؤسسات الاجتماعية والصحّية، وأكّد «أنّنا إذا لم نغيّر نهجَ الحكم وطريقة التفكير فلن نصل إلى أيّ مكان».
الميدان السوري
وعلى الجبهة السوريّة، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسعفون وعاملون في الإغاثة إن غارات جوية ضربت مناطق محيطة بمستشفى للأطفال وبنك للدم في شرق حلب الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في اليوم الثاني من تجدد القصف الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 32 شخصاً.
إلى ذلك، نفت موسكو تقارير تفيد بأن طائراتها ضربت حلب في حملة القصف المتجددة، مشيرة إلى أنها ملتزمة بتعليق الغارات الجوية في المدينة. وفي محافظة ادلب، وافاد المرصد السوري بأنّ القصف الجوي طال مناطق عدة بينها مدينتا جسر الشغور وخان شيخون موقعاً عدداً كبيراً من القتلى والجرحى.