وتضاربت الروايات حول مصدر الأسلحة والعتاد التي تباهى بها حزب الله أثناء استعراضه، فبينما انتشرت رواية مفادها أن تلك العتاد هي غنائم للحزب كان قد استولى عليها في حربه ضد إسرائيل، بينما تداولت الأروقة اللبنانية رواية أخرى مفادها أن حزب الله حصل على تلك العتاد من الجيش اللبناني.
مدرعات حزب الله مصدر الجيش العراقي
يستبعد الكاتب الصحفي اللبناني "عماد قميحة" أن يكون الجيش اللبناني قد سلم ميليشيا حزب الله ناقلة الجند المدرعة الأميركية الصنع M113، التي ظهرت في العرض العسكري بمدينة القصير، مرجحاً أن تكون هذه المدرعات مصدرها الجيش العراقي، ولا سيما أن إيران تهيمن على الجيش العراقي، وبالتالي يستطيع حزب الله استقدامها من الحدود العراقية واستعراضها".
استعراض القصير ورسائل نصر الله لجمهوره
وأشار "قميحة" إلى أن الاستعراض في القصير كان بمثابة رسالة لجمهور حزب الله، الذي كان موعوداً بانتصار سريع وساحق منذ دخول الحزب إلى سوريا، إلا أن خمس سنوات من الاستنزاف وتشييع قتلى حزب الله، وفي ظل معركة أفقها مغلق ومن الواضح أنها طويلة، حزب الله بات محرجاً، فهو لا يستطيع الانسحاب دون تحقيق انتصار عملي يذكر ويترجم بتثبيت أقدام الأسد ونظامه.
وأردف أن حزب الله أراد القول لجمهوره أنه ما زال يملك كل عناصر القوة، وأنه أصبح بمثابة جيش، وبالتالي النصر الذي وعد جمهوره به ما زال حاضراً على الرغم من عدد قتلاه الكبير المرتفع".
وتابع الصحفي اللبناني "أعتقد أن الاستعراض رسالة داخلية لرفع معنويات جمهور الحزب بالدرجة الأولى، وهناك على الهامش رسائل للمنطقة فيما يخص التسويات، إذ أن الحزب وبظهره إيران يحجزان مقعدا لهما على طاولة المفاوضات في حال حصول أي تسوية من خلال هذا العرض".
النأي بالنفس!ّ
وحول استعراض حزب الله في القصير وسياسة لبنان بالنأي بالنفس عن الأزمة السورية، قال قميحة: "أستغرب ردود الفعل التي حصلت بعد استعراض حزب الله، وكأننا عرفنا للتو أن حزب الله مشارك في الحرب السورية، وأن موقف لبنان تجاه الأزمة السورية هو النأي بالنفس!!".
وشدد على أن مشاركة حزب الله في الحرب السورية أمر مسكوت عنه، لأن كل الأطراف الخصم للحزب سعيدة بمشاركته في الحرب السورية كونه يستنزف هناك.
أما عن تصريح وزير الخارجية اللبناني "جبران باسيل" لصحيفة الشرق الأوسط قبل أيام حول ضرورة انسحاب كل القوى الأجنبية من سوريا، علق قميحة بالقول: "هذا التصريح كلام عام، ولا حجم له في السياسة لا سيما وأن عون صرح في نفس اليوم أمام وزير الخارجية الإيراني كلاما مناقضاً لتصريح صهره".
تشكيل الحكومة اللبنانية
وفي يخص مسألة تأثير الاستعراض على تشكيل الحكومة في ظل مطالبة جمهور قوى 14 آذار بسحب سلاح الحزب، أكد "قميحة" أن ذلك سيؤثر على تشكيل الحكومة، كون جعجع والحريري دخلوا ضمن التسوية التي جاء على أثرها عون رئيساً للجمهورية، وكلف الحريري بتشكيل الحكومة، والبند الأساسي الذي لم يتحدث عنه الجميع هو سلاح حزب الله، وتدخله في الحرب السورية، مع العلم أن حزب الله سمح بتسيير العجلة السياسية تحت بند عدم الحديث لا عن سلاحه، ولا عن مشاركته في الحرب السورية، والإشكالية التي تؤخر تشكيل الحكومة هي توزيع الحصص".
استعراض القصير والانعكاس الإقليمي على لبنان
وحول تأثير الاستعراض العسكري في القصير وانعكاسه الإقليمي على لبنان شدد "قميحة" على أن "دول الخليج متيقنة أن حزب الله بات أقوى من الدولة اللبنانية، ومن القوى السياسية، وبالتالي وجوده أو عدمه أمر بات مرتبط بالوضع الإقليمي أكثر من الوضع الداخلي اللبناني، وأزمة حزب الله مع الخليج مرتبطة بأزمة الخليج مع إيران، ومتى انتهت الأزمة مع إيران تنتهي مع حزب الله".
يشار أن واشنطن فتحت تحقيقاً في مسألة ظهور آليات عسكرية أمريكية بحوزة ميليشيا "حزب الله" في عرض عسكري مفاجئ، استعرضت من خلاله الميليشيا اللبنانية آليات ثقيلة للمرة الأولى، في مدينة القصير قرب الحدود اللبنانية، حيث ظهر في العرض العسكري ناقلة الجند المدرعة الأميركية الصنع M113، وهي الناقلة التي سلمها الجيش الأميركي إلى الجيش اللبناني ضمن الهبات الأميركية لتعزيز قوة المؤسسة العسكرية.
المصدر : أورينت.نت