يروي السوري صفّوح الملحم على مسامع هيئة المحكمة العسكرية بصراحة تامّة، كيف حضر المدعو "أبو حازم" شقيق "المقنّع"، في آب 2014 (قبيل أحداث عرسال)، إلى مراكزهم في جرود عرسال، طالباً من شباب المجموعة (مجموعة الحزم التابعة للجيش الحرّ) التي تعدّ نحو 60 شخصاً أن يتحضّروا للقتال ضد الجيش اللبناني. يومها كان الموقوف من عداد شباب "الحزم" التي لجأ إليها هرباً من الخدمة في الجيش السوري وبقي فيها إلى أن هاجمت عناصر تنظيم "داعش" مراكزهم واحتلتها وأسرت أفرادها وأجبرتهم إمّا على المبايعة أو إلى الرحيل.
لم يُوافق الشاب الثلاثيني على طلب "رئيسه" بحجّة أنّه لا يفقه حمل السلاح، فلازم خيمته في "المقرّ" ليعود "أبو حازم" في اليوم نفسه ومعه 4 أسرى من العسكريين اللبنانيين.. صحيح أنّه لم يشاهد الأسرى بأمّ عينه لكنّه سمع ذلك من رفاقه الذين كانوا يتوزّعون داخل الخيم في الوديان ويتواصلون عبر الأجهزة اللاسلكيّة أو بإرسال أحد الأشخاص شخصيّاً لنقل رسالة من خيمة إلى أخرى.
يؤكّد "صفوح" أنّ "أبو حازم" وضع الأسرى في خيمته ونصّب حرساً عليهم مانعاً أيّا كان من الإقتراب منهم، إلاّ أنّ "داعش" وفور علمه بالأمر راح يطالب بهم فسُلّموا له على مراحل: ثلاثة منهم في الدفعة الأولى والرابع في الدفعة الثانية.
يستذكر المتهم أساليب الإرهاب التي كان يتبعها تنظيم "داعش"، وهو ناله منها الترهيب والتهديد بالذبح، مشيراً إلى أنّ التنظيم هو من أعدم "المقنّع" وثلاثة آخرين، فيما تمّ أسر العشرات ومن بينهم هو.
خيّر "تنظيم الدولة الإسلاميّة" أسرى "مجموعة الحزم" بين خيارين قبل أن يُفرج عنهم، إمّا المبايعة على السمع والطاعة وإمّا الرحيل عن المنطقة، وبعدما اختار "صفّوح" الرحيل، لجأ إلى عرسال ومكث فيها شهراً واحداً وانطلق منها إلى منطقة العبدة في عكّار حيث عمل هناك لثمانية أشهر ومن ثمّ إلى الفيدار، ليتم توقيفه لاحقاً من قبل "المعلومات" في منطقة جبيل، فيما التحق العديد من أفراد المجموعة بـ"داعش" وشاركوا بالهجوم على الجيش.
يجزم المستجوب أمام رئيس المحكمة العميد حسين عبدالله أنّه لم يرتكب أي عمل أمني لا في لبنان ولا في سوري، ويكرّر أنّه بعد إندلاع الثورة السورية هرب من الخدمة الإجباريّة ولجأ إلى "مجموعة الحزم" مضطرا كونه غير قادر على تأمين المسكن والقوت اليومي، فكان يطبخ للمسلّحين ويقصّ الحطب، نافيا خضوعه لأيّ دورة عسكريّة.
وبعد الإنتهاء من استجوابه، أرجئت الجلسة إلى السابع عشر من كانون الثاني للنطق بالحكم.
لبنان 24