كثرت الروايات والتسريبات عن المواعيد الممكنة لتأليف الحكومة، وهي لم تتجاوز بعد الوقت العادي والطبيعي للتأليف، إذ لم يمر على انتهاء الرئيس المكلف سعد الحريري مشاوراته النيابية غير الملزمة العشرة أيام، وهو الوقت المقبول نسبيًا في الظروف العادية غير الخاضعة لعامل الوقت المتأتي من حال الفراغ وما فرضه من شلل على مستوى الإدارات الرسمية، وقد أصبحت الطبخة الحكومية، التي وضعت على نار حامية، شبه منتهية بعد تذليل معظم العقد التي كانت تحول دون إعلانها، والتي كانت محصورة بحصة "القوات اللبنانية" ومطالبتها بوزارة سيادية.
وفي المعلومات المتداولة أن عقدة "القوات" قد حلّت، وذلك بعد التوافق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على أن تكون حقيبة وزارة الدفاع من حصته، على ألاّ يكون الإسم المطروح بعيدًا عن جو معراب، بعد إستبعاد العميد شامل روكز على أثر إصرار الوزير جبران باسيل على أن تبقى وزارة الخارجية له، إذ لا يمكن للعهد الجديد أن يبدأ بتوزير "الصهرين"، وهذا ما دفع قائد فوج المغاوير السابق إلى الإنكفاء مع تسجيل بعض "العتب" على الطريقة التي تمت فيها التسوية النهائية، وهو فضّل الإنصراف مع فريق عمله للتحضير لمرحلة الإنتخابات النيابية، وقد بدأ إتصالاته لحجز مقعد مضمون له في كسروان.
أما عقدة "القوات" فقد تمت حلحلتها عن طريق إسناد حقيبة خدماتية وازنة إلى "قواتي"، ويحكى عن وزارة العدل كخيار أول، أو وزارة الأشغال العامة كخيار ثانٍ، في حال قبل الرئيس نبيه بري التنازل عنها، بعدما حسمت مسألة وزارة المالية، إضافة إلى وزارة خدماتية أخرى، ولكنها أقلّ أهمية من الأولى، ووزارة عادية كوزارة الإعلام أو الثقافة مثلًا.
وهكذا يمكن القول مع السيدة فيروز "إذا مش بكرا لبعدو أكيد"، بحيث تبصر التشكيلة الحكومية النور يوم الجمعة بعد زيارة يقوم بها الرئيس المكلف عقب الصلاة إلى قصر بعبدا لإطلاع الرئيس عون على الصيغة النهائية، التي يُحتمل أن تضاف إليها اللمسات الأخيرة تمهيدًا لإعلانها بمرسوم يحمل تواقيع رئيسي الجمهورية والحكومية، على أن تكون حاضرة مجتمعة في الإحتفال المركزي الذي سيقام في ذكرى الإستقلال بعد غياب سنتين.
لبنان 24