مع توقيف مزيد من الإرهابيين الذين ينتمون الى تنظيمي جبهة النصرة وداعش، تتكشف المزيد من الحقائق عن "معركة عرسال الثانية" التي اسفرت عن خطف عدد من العسكريين لا يزال قسم منهم لدى داعش بعد تحرير المخطوفين لدى النصرة.
ومن بين الموقوفين الجدد الذين القي القبض عليهم اخيراً، مساعد الطبيب الخاص لأمير النصرة ابو مالك التلي الذي عالج المسلحين الجرحى الذين كانوا يقاتلون الجيش اللبناني في عرسال. فالسوري رياض شرف الدين (20 عاما)، كان شاهداً على تعذيب العسكريين المحررين. كما كان يتردد الى احدى المغاور في جرود عرسال والتي كانت كسجن للاسرى لمعالجهتم من جروح كانوا اصيبوا بها.
القي القبض على شرف الدين على حاجز للجيش في وادي حميد في عرسال وبرفقته فايز البريدي الذي كان يحاول ادخال الاول الى البلدة بطريقة غير شرعية.
في التحقيق الاولي، اعترف شرف الدين انه كان ينتمي الى مجموعة شهداء السحل التي بايعت جبهة النصرة قبل معركة عرسال بحوالي الشهرين والنصف حيث تعرف على الطبيب السوري ايهم عودة من فليطا الذي كان يدير مستوصفاً في مخيم الجراجرة في منطقة العجرم وكان الطبيب الاساسي لجبهة النصرة والطبيب الخاص لأمير الجبهة في القلمون ابو مالك التلي في المغارة التي يقيم فيها في جرود عرسال.
خلال "معركة عرسال2" شارك شرف الدين في معالجة جرحى المسلحين الذين كانوا يقاتلون الجيش والذين اصيبوا خلال المعارك. كما كان يتردد برفقة عودة الى مغارة في جرود عرسال سُجن فيها العسكريون.
وشاهد هناك السوري ابو تراب المسؤول عن مراقبة العسكريين الاسرى، كما شاهد ابو طلحة اللبناني وابو بكر البانياسي يقومان بتعذيب العسكريين.
بعد انضمام مجموعة "شهداء السحل" الى جبهة النصرة بقيادة السوري ابو عبدو وكانت تضم 12 مسلحاً تمركزت هذه المجموعة في جرد العونية في جرود عرسال وشاركت بعدة معارك باتجاه بعض القرى التي سيطر عليها الجيش السوري في القلمون.
وبسبب رغبته في السفر الى تركيا، قرر الدخول الى لبنان حيث تعرّف في وادي حميد على فايز البريدي الذي كان يعمل في مجال تهريب المواد الغذائية والمسلحين ما بين عرسال وجرودها. وقد طلب شرف الدين منه ادخاله الى عرسال فوافق مقابل مبلغ مئة دولار، بعدما سلمه الاخير بيان قيد افرادياً طلب منه ابرازه في حال توقيفهما طالباً منه الادعاء في حال انكشاف امرهما ان عناصر جبهة النصرة قاموا باختطافه واجباره على نقله معه الى عرسال.
هذه الوقائع انكرها شرف الدين اثناء التحقيق الاستنطاقي معه، ونفى انتماءه الى النصرة او مشاركته في معركة عرسال او في علاج الجرحى ولقاءه بالطبيب عودة او زيارته لمغارة ابو مالك التلة التي كان يتم احتجاز العسكريين فيها، زاعماً ادلاءه بهذه الاعترافات تحت الضرب والتعذيب.
واكد البريدي في التحقيق الاولي بانه كان قد استأجر فاناً من مسلحين سوريين من النصرة لنقل المواد الغذائية والخضار لهم من عرسال الى جرودها، مضيفاً بأن السوري باسل شرف الدين ولقبه ابو انس السحلي وهو قيادي في تنظيم داعش، طلب منه نقل عناصر من مجموعته من الجرود الى عرسال الا انه لم يتمكن من ذلك بسبب توقيفه. اما عن رياض شرف الدين فقال عنه انه ينتمي الى النصرة وطلب نقله الى عرسال مقابل مئة دولار. وافاد البريدي انه خلال معركة عرسال شاهد العرسالي مصطفى الملقب بمصطفى انيس وبرفقته خالد اسعد متمركزين في مبنى قيد الانشاء مقابل منزله في محلة وادي الارنب وبحوزة كل منهما بندقية قناصة ويطلقان النار باتجاه عناصر الجيش على حاجز وادي الارنب.
(المستقبل)