تسارع تركيا الخطى من أجل إنهاء مخططها لإنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا عبر الدفع بمزيد من القوات البرية، ليتحول الأمر بالتدريج من محاربة تنظيم داعش "ظاهريا" إلى فرض وجود تركي دائم في الشمال السوري.
وبحسب صحيفة حرييت التركية، فإن القوات الخاصة أصبحت على مشارف مدينة الباب، مدعومة بنحو 90 دبابة، وهو ما يشير إلى ضرورة وجود قوات برية تدعم هذه الآليات.
وبعد توقف دام أسبوعين إثر تهديد دمشق باستهدافها، وإعلان موسكو تزويد القوات السورية الحكومية بمضادات للطائرات، عادت المقاتلات التركية للتحليق في سماء الباب وقصفت أهداف لتنظيم داعش هناك على الرغم من ما قد يحمله ذلك من مجازفة.
ويأتي ذلك رغم تصريحات سابقة باتجاه التريث قبل أن تكمل عملية "درع الفرات" تمددها نحو المدينة الشهر الماضي، ليظهر استعجال أنقرة في حسم المعركة والاتجاه منها إلى منبج من أجل إكمال السيطرة على ما مساحته نحو 5 آلاف كيلومتر مربع تسميها تركيا بالمنطقة الآمنة.
وقد يمهد الاستعجال التركي وتعقيد المعركة، لأن يأخذ الجيش التركي الدور الأكبر فيها هذه المرة، بدلا من دور الجيش السوري الحر الذي تشهد صفوفه مؤخرا بعض الانقسامات.
ورغم زيادة التجنيد في الجيش الحر برعاية تركية مؤخرا، فإن عدد مقاتليه لا يسمح له بالسيطرة مفردا على مساحة المنطقة الآمنة أو دخول مدينة الباب.
وكما حصل مؤخرا في جرابلس وكل القرى التي تتجه لها القوات المدعومة من تركيا، فقد تواردت أنباء عن هروب قيادات داعش من مدينة الباب، في إشارة واضحة إلى أن المدينة ستسقط بسهولة وغرابة في يد الجيش التركي.
وبالتدريج يتحول الدعم التركي للجيش السوري الحر إلى تدخل مباشر في سوريا، وهو ما ينطوي على عدد من المجازفات، من بينها احتمال مواجهة الميليشيات الكردية التي تسابق الزمن هي الأخرى إلى دخول الباب، وكذلك مواجهة الجيش السوري الذي تحرك إلى ذات المدينة مؤخرا.
ولا يتضح مع هذه الخطوات مصير قوات الجيش الحر التي تقاتل إلى جانب الأتراك، وما إذا كان سيتحول إلى نواة لجيش سوري جديد كما وعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أم أن دوره سينتهي بعد تحقيق الهدف التركي.
سكاي نيوز عربية