يبدو ان «ماراتون» تشكيل الحكومة لم ينته بعد، وركض الوزارات و«طحشة» المستوزرين يسجل اعلى «سكوراته»، ورغم ان الشوط الاخير لم يبلغ نهائيته في عملية التأليف، لكنه اقترب من تسجيل مزيد من نقاط التقدم، حيث تفيد المعلومات ان الرئيس المكلف سعد الحريري عازم على تقديم مسودة تشكيلته الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هذا الاسبوع، مع خفض عدد الحقائب الى 24 وذلك لضبط المطالب المرتفعة السقف ولفرملة منسوب الخلاف على التوزير.
وتشير المعلومات الى ان العمل جار لحلحلة بعض العقد التي تواجه الحقائب الخدماتة خصوصا بعد العقدة القواتية - الكتائبية المستجدة.
الا ان المعلومات المتوافرة تؤكد ان تأليف الحكومة يأخذ وقته في ظل كباش المطالب والحقائب والفيتوات، وهذه الاشكالات من شأنها ان تحبط الوعود والآمال لولادة الحكومة قبل عيد الاستقلال، اي بعد 7 ايام، الا اذا حصلت معجزة وفككت العقد بسحر ساحر.
وفيما الاجواء متضاربة حول لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري مع الرئيس المكلف سعد الحريري حيث افادت بعض المعطيات ان الاجتماع لم يتوصل الى نتيجة حاسمة لا في التركيبة الاساسية ولا في السياديات ولا في الحقائب الاساسية، نقل زوار عين التينة عن بري قوله «ان اللقاء مع الحريري كان ايجابياً وقد جرى خلاله حلحلة بعض العقد، واكد الزوار ان بري «يتوقع ولادة الحكومة خلال هذا الاسبوع».
جرعة امل بري قابلتها مؤشرات تنبئ العكس، لان الاختلاف حول مقاربة موضوع التأليف لا يزال قائما بين عرابي الحكومة العتيدة، وابرز اختلاف يتعلق بالحقيبة «السيادية» القواتية، وهذا الموضوع لا يزال يواجه بـ«فيتو» من بعض القوى وخصوصا حزب الله.
 مصدر قريب من حزب الله لـ «الديار» كشف بان الفيتو الذي يضعه الحزب على استلام القوات اللبنانية حقيبة سيادية يعود للاسباب التالية:
1- حجم القوات اللبنانية لا يخولها الحصول على حقيبة سيادية
2- وزارة الخارجية التي تطالب بها القوات اللبنانية يفترض ان تعبر عن موقف لبنان الداعم للمقاومة فيما تتعارض القوات مع توجهات حزب الله في الدفاع عن لبنان. ولذلك يجب ان لا يحصل تباين بين وزارة الخارجية وبين الحكومة. وسأل المصدر:هل يمكن ان يزور ديبلوماسي ايراني لبنان وعلى رأس وزارة الخارجية وزير تابع للقوات اللبنانية ؟ مثل هكذا لقاء صعب جدا بما ان علاقة ايران مع القوات متوترة على خلفية الديبلوماسيين الايرانيين المخطوفين.
اضف الى ذلك، ان موقف وزير الخارجية يجب ان يكون معارضا لمشروع التقسيم الذي يعصف بالمنطقة ومؤيدا  للدور الذي يقوم به حزب الله في محاربة العدو الاسرائيلي من جهة والتكفيريين من جهة اخرى. ولذلك على وزير الخارجية ان يكون متناغما مع موقف حزب الله في تواجده في سوريا وفي موقفه في عدة مسائل عربية لما تمثله المقاومة محليا وعربيا ودوليا.
3- وزارة الدفاع التي تريدها القوات اللبنانية ،واجهت اعتراضا عونياً حيث لا يمكن للمؤسسة العسكرية ان تقبل ان يـكون على راسها وزير تابع للقوات بما ان تاريخ العلاقات بين القوات والجيش لم تكن ايجابية. 
الى جانب ذلك، يفترض ان يكون وزير الدفاع متوافقاً ومتعاوناً مع آليات عمل المقاومة وخصوصية تحركها. بيد ان هناك تنسيقاً دائماً بين الجيش والمقاومة في تحركات حزب الله ولذلك لن ترضى المقاومة بأن يأتي وزير يخلق نوع من التوتر بين حزب الله والجيش.
وانهى المصدر القريب من حزب الله بان على القوات اللبنانية التحلي ببعض من التواضع والقبول بوزارة مثل الاعلام او السياحة او الاشغال.

 الكتائب : ان لم تشكل حكومة وفاق وطني فلتكن تكنوقراط 

وقال مصدر في حزب الكتائب اللبنانية ان لا خلاف مع القوات اللبنانية ونأمل ان تعود العلاقات الى مصير مشترك من اجل بناء لبنان افضل. 
واشار المصدر الى ان حزب الله هو من يضع فيتو على استلام القوات اللبنانية اي حقيبة سيادية وليست الكتائب من يفعل ذلك.
وتابع ان الكتائب تتمنى تشكيل حكومة باسرع وقت ممكن على امل ان تكون حكومة وفاق وطني خصوصا ان عهدا رئاسيا قد بدأ وان الجميع على يقين بان البلاد تنهار اقتصاديا وسياسيا. وشدد المصدر الى ان حزبه ينتظر من الحكومة التي ستتشكل بان تعالج القضايا الشائكة ابرزها ازمة الكهرباء، السياحة، ازمة السير الخانقة، قانون انتخاب جديد يمثل الشعب بشكل عادل وايضا التركيز على اعتماد استراتيجية فعالة لتنشيط السياحة في لبنان. 
واضاف : اما اذا تعذر تشكيل حكومة وفاق وطني فلا بد من حكومة تكنوقراط لمنع استغلال النفوذ والاشراف على انتخابات بعيدا عن الخدمات او بالاحرى «الرشوة النيابية».

 الملفات الاجتماعية 

استراحة الاحد «الماراتونية» تصطدم اوائل الاسبوع، بملفات اجتماعيات ضاغطة زراعياً ونقابياً ومعيشياً انجز منها تصدير الموز الى سوريا بعد مساعي الرئيس نبيه بري مع السفير السوري علي عبد الكريم الذي اكد انه بانتظار اجراءات ادارية روتينية ستنتهي قريباً.
اما قضية السائقين فلا تزال عالقة بانتظار موقف رسمي يعيد فتح مراكز المعاينة الميكانيكية، ونقابات النقل البري تتنقل من اضراب الى اعتصام الى تحركات بانتظار الفرج.