وكأن في مثل هذه الايام من كل عام ومنذ ال2005 تتمظهر صورة مرعبة يُراد ان تتكرس عن الوطن , فمن يعيش في النصف الجنوبي منه ويشاهد اعلامه "النصفي " الخاص يكاد لا يعرف ولا يسمع وبالتالي فهو غير معني البتة بذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ,, ومن يعيش في النصف الشمالي من الوطن ولا يتايع الا اعلامه "النصفي " الخاص به يكاد لا يعرف ولا يسمع وبالتالي فهو حتما غير معني بذكرى قادة شهداء قاوموا الاحتلال الاسرائيلي ,, بل واكثر من ذلك فان شهيد الاول يكاد يتحول الى العدو غير المعلن للثاني , هذا وبنفس الوقت يصّركلا الفريقين ان يقدم "شهيده " على انه شهيد كل لبنان بطرق استفزازية تمّعق الشرخ النفسي الموجود اصلا بفضل أداء الفريقين, حتى صار احياء الذكرى عند كليهما بمثابة تحدي وجودي للطرف الاخر , على الرغم وبمراجعة سطحية وسريعة لسيرة الشهداء الكبار ومن زاوية محايدة يمكننا ان اردنا استخلاص مساحة مشتركة بينهم يمكنها ان تمتد على مستوى كل الوطن وبسهولة , لان المشكلة لم تكن عند الاموات الذين افتدو لبنان بارواحهم ولو كل من موقعه ومن خلفيته فهذا اراد للبنان ان يشمخ من خلال حرية قراره ومن ازدهار اعماره وتوسيع دائرة حمَلة الشهادات من ابنائه .. واولئك ارادو للبنان ان يشمخ من خلال تحرير ارضه وازاحة الاحتلال عن صدره ومده بعامل القوة ,,,, فالمشكلة لا تكمن حتما عند الشهداء الاموات , انها في عقول الاحياء الصغار باصرارهم ان يُبقو هذا الوطن على حجمهم لا على حجم شهدائه , فلا يستمرون الا اذا استمرهذا الوطن اصغر من شهيدو !!!