نجح الجمهوري، دونالد ترمب، في تحقيق واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ السياسة الأميركية عندما تغلب على هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة الأميركية، الثلاثاء، بل إنه قام بذلك باستخدام أموال أقل بكثير من منافسته، وباعتماده الكبير على مزيج غير معتاد من مواقع التواصل الاجتماعي والخطابات الصريحة وقدرته على الظهور على التلفزيون مجاناً، فقد دفع رجل الأعمال من مدينة نيويورك على الأرجح أقل من 5 دولارات لكل صوت خلال محاولته للوصول للبيت الأبيض، وهو نحو نصف ما دفعته كلينتون، وفقاً لتحليل من رويترز للسجلات المالية للحملات وبيانات التصويت. وتفترض هذه الأرقام أن المرشحين أنفقا كل الأموال التي جمعاها.
وقلب فوز ترمب الموفر للتكلفة المفاهيم السائدة بشأن نفوذ المال في السياسة الأميركية، وأثار تساؤلات بشأن إن كان نموذج الحملة الموفر الذي يعتمد على الدهاء الإعلامي قد يصبح النموذج الجديد للفوز بالرئاسة في الولايات المتحدة.
لكن المحليين والأكاديميين السياسيين يميلون للاتفاق على أنه سيكون من الصعب تكرار أداء ترمب، فاسمه الذي أصبح علامة بفضل منتجعاته الفاخرة ونجوميته في برامج تلفزيون الواقع، وقدرته على إثارة الجدل طوال الوقت هي ميزات يفتقر إليها كثير من المرشحين السياسيين.
وقال توني كورادو، وهو أستاذ في كلية كولبي في ولاية مين، "أعتقد أن هذه حالة اتسم فيها بخصائص فريدة كمرشح أتاحت له أن ينتهج استراتيجية مختلفة".
ووفقاً للجنة الانتخابات الاتحادية فقد جمع ترمب في المجمل ما لا يقل عن 270 مليون دولار منذ بدأ حملته في يونيو حزيران 2015 وهو أكثر قليلا من ثلث الأموال التي أنفقها أوباما في حملة إعادة انتخابه في 2012.
ومع انتهاء فرز الأصوات في الساعات الأولى من اليوم الأربعاء حصل ترمب على 59 مليون صوت في جميع أنحاء البلاد في الانتخابات العامة. ويعادل هذا أقل من خمسة دولارات لكل صوت من المبلغ الذي أنفقه وهو 270 مليون دولار.
ووفقاً لتحليل بيانات ميديا كوانت فقد حصل ترمب على تغطية إعلامية مجانية خلال حملته الانتخابية، تعادل قيمتها خمسة مليارات دولار، أي أكثر بواقع المثلين مما حصلت عليه كلينتون وهي سياسة مخضرمة شغلت منصب وزيرة الخارجية وكانت عضوا في مجلس الشيوخ والسيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة في المراحل المختلفة من مسيرتها المهنية.
(رويترز)