فيما تنهش الحروب سوريا والعراق واليمن وليبيا ويشهد لبنان وتونس وتركيا توترات أمنية متقطعة، انتهت ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما الثانية وحصل ما كان يخشاه كثيرون، ركل المرشح الجمهوري دونالد ترامب باب البيت الأبيض وتبوأ المنصب الأعلى في بلاده، إن لم يكن في العالم أجمع. في هذا السياق، عرضت قناة "الجزيرة" في تقرير لها توقعات عدد من المحللين السياسيين الذين ركزوا على تداعيات وصول الملياردير الأشقر المثير للجدل إلى سدة الرئاسة الأميركية على منطقة الشرق الأوسط.


من جهته، رأى البروفيسور في الشؤون الدولية في كلية كنيدي في جامعة هارفرد ستيفن والت أنّ أوباما فشل فشلاً شبه ذريع، معتبراً الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرم بين الولايات المتحدة وإيران النجاح الوحيد الذي حققه خلال عهديه الرئاسيين، وذلك في ظل تدخله في ليبيا واليمن الذي أنتج دولة فاشلة من جهة، وتشديده على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد ودعمه أشكالاً أخرى من التدخل، وهما عاملان زادا الحرب السورية سوءاً من جهة ثانية، على حدّ قوله.

وفيما أكّد والت أنّ حل الدوليتن بين فلسطين وإسرائيل أصبح بعيد المنال أكثر من أيّ وقت مضى، أوضح أنّه ليس لدى العالم الفكرة حول ما ينوي ترامب القيام به، "فليس لدى ترامب نفسه فكرة عما ينوي فعله".

بدوره، اعتبر الأستاذ المساعد للتاريخ والدراسات الدولية في جامعة أركاديا سامر عبود أنّ إرث أوباما المتمثل بالحروب الدائمة في منطقة الشرق الأوسط سيكون من نصيب الرئيس الفائز، متحدِّثاً عن تدخل أوباما في المنطقة المذكورة عبر شن ضربات جوية في كلّ من العراق وسوريا، على الرغم من أنّه أخذ على عاتقه إحداث تغييرات في سياسة بلاده شرق الأوسطية.

في المقابل، رأى عبود أنّه يصعب توقع ما سيحدث في عهد ترامب، مشكِّكاً في إمكانية إقدام إدارته على توسيع نطاق تدخلها في المنطقة، علماً أنّ ترامب شدد في تصريحاته على أنّه سيقف إلى جانب الأسد وحليفته روسيا في وجه تنظيم "داعش".

من ناحيته، توقع أستاذ التاريخ المساعد في كلية الشؤون الدولية في جامعة جورجتاون في قطر عبدالله العريان أنّ يستخدم ترامب قوة بلاده العسكرية في المنطقة، وذلك في إطار قتال المسلحين الإسلاميين المتشددين، لافتاً إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية ستواصل القيام بما يخدم مصالحها في منطقة الشرق الأوسط، وإن كان على حساب شعوبها.

الخبير في شؤون الشرق الأوسط ستيفن هايدمان رأى أنّ منطقة الشرق الأوسط ما زالت تضطلع بأهمية استراتيجية كبرى بالنسبة إلى الولايات المتحدة، متوقعاً أن تحافظ على مكانتها هذه على جدول أعمال السياسة الخارجية الأميركية، على الرغم من موقف الشعب الأميركي الذي ملّ من دور واشنطن في الشرق الأوسط.

وختم هايدمان حديثه بالقول إنّ نظرة الرئيس الأميركي الجديد إلى الشرق الأوسط ستتغيرّ، مرجحاً انّ يسارع إلى إعادة الانخرط في عدد من الميادين المختلفة.

( "لبنان 24" - Aljazeera)