إن موقع الولايات المتحدة في العالم اليوم يحظى من الأهمية بمكان حيث إذا عطسَت، أُصيب العالم بالزكام. وخلافًا للمقولة السائدة لدى الإمام الخميني الذي كان يقول بأنّ أمريكا لن تستطيع أن تفعل أي شيء، فإنّ نظرة عابرة إلى الأسواق الإيرانية صباح اليوم وقبل ساعتين من الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة أظهرت بأنها تستطيع أن تفعل الكثير.
إنّ السوق المالي الإيراني هبط اليوم أكثر من 1400 نقطة.
هذا وأنّ تداعيات فوز دونالد ترامب على إيران ليست كارثية بهذا الحجم. كما صرّح ترامب خلال حملته الانتخابية أنّه سوف يركز على الداخل ويتابع مشروع تحسين الأوضاع المعيشية للمواطن الأمريكي ويتخلى عن المشاريع التدخلية والتوسعية التي شغلت السياسيين الأمريكيين من الحزبين الجمهوري الديمقراطي.
وهكذا يمكن القول بأنّ ترامب يشكّل تحديًا لكل من الحزبين الرئيسيين، ويؤسّس لنمط جديد من السياسيين في الولايات المتحدة.
وكما قلنا في مقال سابق قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية فإنّ فوز ترامب في الوصول إلى البيت الأبيض لن يشكل خطرًا على إيران، حيث خرج الاتفاق النووي، وبعد تحويله إلى قرار أممي، عن دائرة التأثير الأمريكي ولا يستطيع أي رئيس أمريكي ولا أوربي ولا إيراني أن يلغيه كما قال ترامب خلال خطاب له وتراجع عنه لاحقا.
نعم يمكن خرق هذا الاتفاق ولكن لن يكون هذا الخرق هيّنًا ويتبعه دمار وخراب وربما حروب واسعة.
في منتصف الدوام اليومي لإيران اليوم متزامنًا مع الخطاب الأول للرئيس المنتخب الأمريكي شهد المؤشر العام لبورصة طهران تحسنا حيث تراجع بعض الشيء مما يفيد بأن حجم الهلع من ترامب كان مبالغا فيه وأن الرجل خلافًا لما أظهر خلال حملته، يملك قدرا من الاتزان والعقلانية يبعث الأمل ولو قليلا.
هل سيؤدي الرئيس الأمريكي الجديد دورا آخرا غير ذاك الدور الذي لعبه خلال عام ونصف وهو دور المهرج؟