أولاً: الفوز غير المتوقع
أمّا وقد فاز ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، وإذ لا نجد مبرراً كافياً للابتهاج، ربما يتوفر عندنا هامشٌ كافٍ للشماتة من الديموقراطيين الذين خسروا الانتخابات، ومن رئاسة باراك حسين أوباما خاصةً الذي زرع الفوضى المدمّرة في بلاد الشام طوال حكم فترته الثانية، وبدت أميركا ولأول مرة في تاريخها، متردّدة، مضطربة، مهزومة في منطقة الشرق الأوسط الاستراتيجية، ممّا فسح المجال أمام التمدد العسكري الإيراني أولا والروسي ثانيًا، حيث راح الطيران الروسي يقصف ويدمّر ويهجّر الشعب السوري الأعزل.
ثانياً: الآمال الضئيلة
إلا أنّ وصول ترامب لا يعني "ترياق أحيا" لبلادنا، فعلينا أن ننتظر لمعرفة مدى التغيير الذي سيرافق سياسة إدارته في الشرق الأوسط، وتعاملها مع الوجود الإيراني أولا والروسي ثانيًا، وتبقى الآمال ضئيلة جدا بانتهاج سياسة صائبة قد تخفّف من آلام شعوب المنطقة التي تكتوي بنيران الحروب منذ أكثر من خمس سنوات، حروب ستظل علامة سوداء في تاريخ الغرب الذي وقف إزاءها موقف المتفرج، وعلامة مشينة في حق الروس الذين صبّوا حمم طائراتهم على الأرواح البريئة وخلّفوا الدمار والرعب والفوضى بدل المساعدة على لجم اندفاعة العنف والخراب في منطقة منهكة القوى أصلا وتعاني من أعطابٍ خطيرة، لعلّ أبرزها الديكتاتوريات الطاغية منذ أكثر من نصف قرن من الزمنّ.