اتهمت صفحات موالية للنظام السوري في حلب، شمالي سوريا، المليشيات العراقية التي تقاتل إلى جانب النظام السوري بسرقة المنازل والممتلكات الخاصة بحي حلب الجديدة، الذي يعدّ من أغنى الأحياء غربي المدينة، بالتزامن مع تهديد المدنيين بالقتل.
وجاء ذلك عقب إعلان فصائل في الجيش الحر وجيش الفتح، في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، عن بدء المرحلة الثانية من معركة حلب؛ بهدف السيطرة على الأحياء الغربية؛ لكسر طوق الحصار المفروض على الشطر الشرقي للمدينة.
ونقلت صفحة "حي حلب الجديدة"، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عن أهالي الحي قولهم إن المليشيات العراقية قامت بخلع الأبواب وسرقة محتويات المنازل والممتلكات الخاصة في منطقة جمعية البيئة بحي حلب الجديدة، بالتزامن مع حركة نزوح كبيرة شهدها الحي بين صفوف المدنيين بعد اندلاع المعارك في المنطقة.
وأكدت الصفحة -نقلا عن الأهالي- إطلاق المليشيات العراقية الرصاص الكثيف في الهواء، ووصف المدنيين بأقسى العبارات المسيئة، حيث تمت مطالبتهم بضرورة الإسراع بالخروج من المنازل؛ بحجة اشتداد القصف، واقتراب المسلحين من المنطقة، إلا أنها قامت بسرقة ونهب الممتلكات، وسط تهديدات للأشخاص الذين فضلوا البقاء في منازلهم لحماية ممتلكاتهم بالقتل في حال البوح بما شاهدوا أمام أعينهم، في مشهد بات يتكرر في معظم الأحياء الغربية، مع تصاعد حدة المواجهات العسكرية، كما يقول السكان.
من جانبه، قال الناشط الإعلامي عروة، المقيم في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري في مدينة حلب، إن "تمادي المليشيات العراقية خلال الأيام الماضية بالتعدي على أملاك المدنيين بالسرقة والنهب بحي حلب الجديدة، جاء بعد ازدياد أعداد مقاتليها مؤخرا، الذين باتوا يسيطرون على أهم المحاور الرئيسية في خطوط الجبهات الأولى في أحياء حلب الغربية، في ظل العجز الكبير لدى قوات النظام السوري في الأوضاع الراهنة التي تعيشها حلب".
وأضاف عروة، في حديث لـ"عربي21"، أن "ضعف قوات النظام السوري، وكذلك الأجهزة الأمنية، وراء هذا التمادي، حيث باتت تلك المليشيات تهيمن بشكل كامل على المنطقة، وتهدد أمن وحياة المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري؛ بذريعة حمايتهم من التنظيمات الإرهابية المسلحة، بحسب وصفهم".
من جهته، حمّل المحلل السياسي كامل العقاد المسؤولية لسكان الحي عن عمليات السرقة والنهب التي وقعت بحقهم؛ بسبب تركهم المنازل والشقق مشرعة الأبواب، "الأمر الذي جذب المرتزقة للسرقة"، مستشهدا بالمثل الشعبي: "المال الداشر بعلم الناس على الحرام".
وقال لـ"عربي21": "قلت سابقا وتوسلت الأخوة المدنيين بكامل جمعيات المحور الغربي بحلب أن يخرجوا الأطفال والنساء، وأن يبقى الشباب والرجال لحماية الأبنية السكنية من عمليات السرقة والنهب".
وأشار العقاد إلى أن أحياء السريان والميدان والحميدية والسليمانية لم تتم فيها حوادث سرقة و"تعفيش"، وذلك بعد قيامهم بتشكيل لجان حماية ذاتية من الأهالي، معتبرا أن "من ترك ماله وبيته مشاعا فلا يحق له البكاء والعويل؛ لأن الدفاع عن الأرض والمال والعرض واجب ديني وأخلاقي"، وفق قوله.
يشار إلى أن حركة النجباء الشيعية العراقية كانت أعلنت، في 7 أيلول/ سبتمبر الماضي، عن إرسال أكثر من ألف مقاتل جديد إلى الأجزاء الغربية من مدينة حلب السورية؛ لتقديم المساعدة لقوات النظام السوري على الأرض.
عربي21