لم يكد ينتهي بيان تكتل “التغيير والإصلاح” الذي أكد أنّ “واقع التفاهم بيننا وبين “القوات اللبنانية” هو معطى أساسي، فلا إقصاء ولا تهميش لنا وهذا الاتفاق هو لإعادة حضور مكوننا المسيحي في صناعة القرار الوطني ونأمل من الجميع عدم التعرض لهذا الاتفاق”، حتى رد رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع التحية بمثلها في مقابلة مع الزميل رضوان عقيل في “النهار”: “أنا لا أحاصر، ومن يتكئ ظهره على صخرة بعبدا لا يتضايق ولا يشعر بالتعب. هي متينة ونحن لن نقصر في إسنادها ودعمها. وأنا مطمئن”.
وبحسب مصادر التكتل للزميلة “الأخبار” فإنّ ما ورد في البيان مبنيّ على كلام صدر عن الوزير جبران باسيل داخل الإجتماع، أكد فيه أنّ “البعض يُحاول أن يفتن بيننا وبين القوات ولكن اتفاقنا سيدوم إلى ما بعد الست سنوات الرئاسية”.
وأهمية موقف التكتل يكمن في توقيته لجهة الآتي:
أولا، قطع الطريق على المصطادين في المياه العكرة من أجل الفصل بين “التيار الحر” و”القوات”، والتأكيد ان ما جمعته المصالحة والرئاسة لا تفرقه حكومة ولا انتخابات.
ثانيا، رسالة “التيار الحر” موجهة إلى الحلفاء والخصوم وكل من يهمه الأمر بان العلاقة مع “القوات” راسخة وثابتة، خصوصا ان التجربة الرئاسية أثبتت جدواها، وان لا عودة إلى الوراء.
ثالثا، كل من يحاول عزل “القوات” يعني ان هدفه عزل “التيار”، وبالتالي التصدي لسياسات العزل سيكون مشتركا، وقصة الثور الأبيض حفظناها عن ظهر قلب.
رابعا، رسالة إلى من تبقى من مشككين بان الاتفاق القواتي-العوني هو من طبيعة استراتيجية تشكل الرئاسة والحكومة والانتخابات النيابية عنصرا من عناصره.
خامسا، على كل القوى السياسية ان تعتاد على هذا المشهد او المعطى الجديد المتمثل بالتحالف بين “القوات” و”التيار الحر”، وان تضع جهدها في مكان آخر، وهذه دعوة صادقة حرصا على وقت الجميع.
سادسا، أكد “التيار الحر” ان ما بعد الرئاسة هو كما قبلها، فيما ما بعد المصالحة ليس كما قبلها.
سابعا، القناعة التي عبر عنها التكتل تتكامل مع القناعة التي عبر ويعبر عنها جعجع في الغرف المقفلة والإعلام، ويكفي قوله ان أولويته إنجاح العهد والباقي تفاصيل، وانه لا يخشى من شيء طالما يتكئ على صخرة بعبدا التي تدعمه ويدعمها.
ولعل الصورة التي تقفز إلى الأذهان بعد بيان التكتل وكلام رئيس “القوات” تفويض السيد حسن نصرالله الأخير للرئيس نبيه بري إدارة ملف التفاوض الحكومي، وإصرار نصرالله وبري على وحدة الصف بينهما على رغم الخلاف الرئاسي، وبالتالي ان دل كلام جعجع وعون من خلال باسيل والتكتل على شيء، فعلى وجود تفويض متبادل بين الطرفين يجسد عمق الثقة ومتانة التحالف بينهما.
ويبقى، كما قال الحيم، “ان ما بني على رمل سيذهب مع الرمل، وما بني على صخر سيبقى إلى أبد الآبدين”، وما بين عون وجعجع “صخرة بعبدا” التي تجسد رأس الجمهورية اللبنانية.
موقع القوات اللبنانية