التأهب الاميركي السياسي والامني لمناسبة الانتخابات الرئاسية يقابله استنفار لبناني استعدادا لورشة انطلاق العهد الجديد على المستويات كافة لا سيما تشكيل الحكومة التي ينبري الرئيس المكلف سعد الحريري الى فك عقد الشروط والمطالب السياسية التي تكبّلها في مرحلة اولية، دافعا في اتجاه ولادتها قبل 22 الجاري، ذكرى الاستقلال.

 


 

 


لا عودة الى الوراء 

 


وتناغما مع ورشة العهد السياسية، شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على «اهمية وجود خطة اقتصادية شاملة مبنية على خطط قطاعية للنهوض بالبلاد»، مؤكدا «أهمية التنسيق بين مختلف الوزارات والمؤسسات العامة واعتماد التخطيط لأن بناء الدولة لا يمكن ان يستقيم من دون ذلك». وقال خلال استقباله وفدا من جمعية المصارف برئاسة الدكتور جوزف طربيه «ان تحسنا ملموسا طرأ على الوضع العام في البلاد خلال الاسبوعين الماضيين»، مؤكدا «ان لا عودة الى الوراء». واشار الى ان «الاولوية ستكون لمشاريع التنمية التي تحتاج الى تمويل يمكن ان يشارك فيه الرأسمال الوطني». واعتبر «أن الاستقرار الامني والسياسي لا بد ان يترافق مع الاستقرار الاقتصادي، لأن لبنان المستقر يساعد على تحفيز المستثمرين اللبنانيين والعرب والاجانب للاستثمار فيه، كما يشجع المغتربين على استمرار التواصل مع وطنهم الام والمساهمة في نهوضه. وهذا التوجه الذي بدأ مع مؤتمرات الطاقات الاغترابية اثبت فعاليته وسنواصل العمل وفق المنهجية ذاتها لربط لبنان المقيم بلبنان المغترب».

 


 

 


توقع وفق وعود

 


ومع اختتام المسؤول الايراني زيارته للبنان، تترقب الساحة الداخلية زيارات لمسؤولين ووفود عرب واجانب لتقديم التهنئة للرئيس عون ودعم مسيرة العهد الجديد. وفي السياق، وتزامنا مع الحديث عن استعدادات فرنسية لعقد مؤتمر باريس-4، قالت اوساط قريبة من وزارة الخارجية الفرنسية لـ»المركزية» ان فكرة عقد المؤتمر ليست بالجديدة، فباريس لم تتوقف لحظة عن البحث عن سبل تقديم المساعدة والدعم للبنان ووعدت بتأمين كامل ظروف المؤتمر فور اكتمال عقد السلطة وعودة دورة الحياة الطبيعية الى المؤسسات الدستورية اللبنانية، وها هي تفي بالوعد بعد انتخاب رئيس الجمهورية، على ان يبدأ العمل الجدي والفعلي اثر تشكيل الحكومة، علماً ان الاتصالات التمهيدية انطلقت لتأمين اوسع حملة دعم للبنان الصديق.

 


 

 


بري منفتح

 


اما في المخاض الحكومي، فيستكمل الرئيس الحريري مشاوراته واتصالاته لوضع مسودة اولية يعرضها على رئيس البلاد قريباً. وقالت مصادر  ان الرئيس المكلف ما زال في طور توزيع الحقائب على القوى السياسية، ولم يغص بعد في مرحلة وضع الاسماء لاسقاطها على الوزارات. وتحدثت في هذا المجال عن زيارة قد يقوم بها  الى عين التينة للتشاور مباشرة ورئيس المجلس في ملف التشكيل بعد سلسلة لقاءات عقدت بين فريق المستشارين من الجانبين، خصوصا ان بري يبدي انفتاحا وتعاوناً لتسهيل مهمة الرئيس المكلف بعدما طوى صفحة الانتخابات الرئاسية وفتح اخرى جديدة من التعاون مع العهد الجديد.

 


وفي خضم الجدل الحاصل في موضوع الحقائب الوزارية وعلاقتها بالطوائف والمذاهب، أوضح المرجع الدستوري وزير العدل الاسبق وواضع مشروع تعديل الدستور ادمون رزق انه  لم ترد في اتفاق الطائف مرة واحدة، حتى عن طريق المصادفة، عبارة تولي اي طائفة او مذهب حقها في اي موقع او وظيفة على الاطلاق، داعيا الى العودة الى المادة 95 من الدستور «لادراك التصور الذي اجمعنا عليه بالنسبة الى مواصفات الاشخاص الذين يتولون المسؤوليات العامة ووجوب تمتعهم بشرط الكفاءة والاختصاص».

 


 

 


تحية الراعي لعون والحريري

 


وفي انتظار زيارة قصر بعبدا لتقديم التهاني للرئيس عون، حيّا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال زيارته مدرسة الرسل في جونيه رئيس الجمهورية، متمنيا له «التوفيق في مسيرة الاصلاح والتغيير لما فيه خير مستقبل لبنان ولا سيما هؤلاء الطلاب». كما وجه تحية للرئيس المكلف سعد الحريري، آملا «تأليف الحكومة للانطلاق بورشة العمل لكي تتمكن السلطة من مواجهة كل التحديات، ويبقى التحدي الاول زرع الرجاء والامل في نفوس الللبنانيين جميعا الذين هم في امس الحاجة لمستقبل زاهر». 

 


 

 


الحوار الثنائي 

 


ويعقد «تيار المستقبل» و»حزب الله» اليوم  الجولة 35 من حوارهما الثنائي في عين التينة برئاسة الرئيس بري. وعلمت «المركزية» ان «البحث سيتركّز على البند الاخير المتبقي على جدول الاعمال وهو تنفيس الاحتقان المذهبي بعدما اُنجز البند الاول بانهاء الاستحقاق الرئاسي وانتخاب العماد عون رئيساً.