في لقاء بين الرئيس بشار الأسد وعدد من الصحافيين والمحللين السياسيين من بريطانيا والولايات المتحدة بينهم مديرة مكتب صحيفة النيويورك تايمز في بيروت آن برنارد خلال زيارتهم إلى دمشق في الأول من تشرين الثاني 2016 لحضور مؤتمر لـ"الجمعية السورية البريطانية" التي يترأسها فواز الأخرس والد زوجة الرئيس الأسد، أطلق الرئيس السوري جملته المروّعة بأن النسيج الإجتماعي في سوريا اليوم هو أفضل مما كان عليه قبل الحرب". هذا التعليق ينطوي على مضامين مُخيفة ليس أقلها الإشارة إل لجوء 8 ملايين السوريين إلى الخارج واعتبارهم غير "مُفيدين" في نطاق "سوريا المُفيدة" المستقبلية!

ليس هذا فحسب، ففي مقابلة مع صحيفة بوليتكا الصربية بتاريخ 3 تشرين الثاني 2016 أجاب الرئيس الأسد رداً على سؤال بالقول: "في الواقع .. لقد بات المجتمع أكثر انسجاماً مما كان عليه قبل الحرب .. أعتقد أنه ورغم كل النواحي السيئة لأي حرب مثل هذه الحرب فإن أثر الحرب من هذا الجانب كان إيجابياً على المجتمع السوري .. لذلك فأنا لست قلقاً على بُنية المجتمع السوري بعد الحرب .. أعتقد أن هذه البُنية ستكون صحيّة أكثر"!

هذه التصريحات الواضحة، لها معنى واحد لا غير.. لا مجال لعودة اللاجئين في لبنان إلى سوريا.. سوريا النظام الحاكم لا تريدهم ضمن "نسيجها الإجتماعي الجديد المُفيد والصُّحي"!

كذلك نُعيد التذكير أن أوروبا، بل العالم بأجمعه، لا يريدهم لديه ويسعى بجميع الطرق إلى توطينهم وتجنيسهم في البلدان التي لجؤوا إليها في جوار سوريا!!

فهل تفهمون معنى ذلك أيها اللبنانيون؟! وماذا أنتم فاعلون في مواجهة محاولات فرض التوطين بحكم الأمر الواقع، وما سيستلحقها من التعليمات والتوجيهات والإملاءات والإغراءات والسياسات الخارجيّة؟!!

 

عبد الفتاح خطاب