لم يعبأ حزب الله برأي الرئيس بري الرافض لطريقة وصول ميشال عون إلى قصر بعبدا، وسار بالموضوع إلى نهايته المعروفة متهاونًا بمعارضة بري و" مدعوسًا " على السلّة وما فيها، وغير آبهٍ إطلاقًا بما لهذا التصرف من انعكاسات سلبية وشحن كان يمكن أن ينفجر بين القواعد لولا حكمة الرئيس بري وتداركه للأمر في اللحظة الاخيرة.
الملفت بالموضوع أن كل تلك اللامبالاة من قبل الحزب انقلبت رأسًا على عقب الآن في مرحلة تشكيل الحكومة، وصار الرئيس بري بسحر ساحر هو المفوَّض عن كتلة الوفاء للمقاومة والمتحدث باسمها.
طبعًا إنّ هذا التحول الدراماتيكي بموقف الحزب بين ليلة وضحاها، لم يكن عن مراجعة ولا هو عن محبة وثقة لم تكن موجودة قبل أيام، إنما هي محاولة تمَترس يقوم بها الحزب خلف الرئيس بري من أجل إظهاره كمعرقل أوّل لتشكيل الحكومة من خلال تمسّكه المعروف بوزارة المالية في مواجهة ما يقال عن وعود مقطوعة من الرئيس عون ومن الرئيس المكلّف بأن تكون وزارة المالية من نصيب القوات اللبنانية. ما يريده حزب الله المعترض ( فيتو ) على إعطاء القوات اللبنانية أي وزارة سيادية، هو أن يخوض الرئيس بري هذه الحرب بالنيابة عنه ليس إلا، وما هذا " الحب " المتدفق إلا لتوريط بري وجعله المعطِّل الأوّل بدون أن يتحمل هو أي من تبعات هذا التعطيل.
ويبقى السؤال الكبير: كيف سيتصرف بري في هذا المقام ؟؟؟ وهل سيخوض حرب الآخرين ويتحمّل وزر فشل تشكيل حكومة الأشهر القليلة ؟؟ أم سيكون كما هو معهود رجل الدولة بكل المراحل ويتنازل عن وزارة المالية لتسهيل انطلاق سير الدولة ؟؟؟؟
أعتقد ذلك .