حسَم السيد حسن نصرالله الجدل القاتل القائم بين قاعدتَي حزب الله وحركة أمل حول فكّ التحالف ليوم ولاستحقاق واحد، والذي أدّى إلى تقديم التيّار الوطني على حركة أمل وجعل الرئيس نبيه بري وحيدًا في جهاده ضدّ عهد لا عدو لأنه لا يؤمن بأعداء له في الداخل.
قالها السيد بصريح العبارة ومباشرة بأنّ الرئيس بري هو المعنيّ في شأن المشاورة الحكومية وهو من يحدّد ويشخّص ويوافق ويرفض ما يتصل بتشكيل الحكومة الحريرية وهذا ما أرضى القاعدة الشعبية للحركة التي وجدت نفسها فجأة مدعوة وبقوّة إلى معارضة مَن سيأخذ البلاد إلى حسابات سياسية لا يمسك بها الرئيس نبيه بري جيداً.
قول السيد في احتفال أحد قادة الحزب أراح الطائفة الخائفة من عودة الفتور بين طرفي الطائفة وأكّد على دور الرئيس الريادي في تسييس أمور وأحوال الطائفة وهذا ما دلّ على رهان السيد الدائم على شخص الرئيس بري في قيادة سفينة الطائفة لعدم توَفُّر من يستطيع أن يقوم مكانه لقلة الحيلة السياسية في صفوف الحزبين من أشخاص مازالوا في بداية مشوارهم ويحتاجون إلى علم وتجربة تمكّنهم من ملئ فراغ لا يقدرون عليه بعد أن احتلّه نبيه بري وشغله وكشف للجميع عن حضور قوي لشخص استثنائي في السلطة وفي المعارضة، وذلك في زمن رجالات دولة ومعارضة وأيضاً في الزمن الذي بات فيه الرئيس بري وحيداً لا شريك له قامة وقماشة دولة وسياسة كما هو الحال .
مرة جديدة يكشف السيد عن وهن الطائفة دون الرئيس نبيه بري وعن عدم قدرة من معه ومن في المواقع الأخرى على مجاراة الزعيم التاريخي لذا عوّل ويعوِّل دوماً على نباهة النبيه سواءً في الإنقاذ أو في حُسن التدبّر والتعقّل وهذا ما يسجّل للسيد رؤيته البعيدة المدى في محاكاة الواقع.
لقد ردّ السيد على دعوات الداعين إلى استبعاد من رفض البيعة من الأصدقاء و الأعداء وقال لهم بأنّ الرئيس نبيه بري ممرّ إلزامي لأي عبور سيُعبر بعد 31تشرين، وهو المتكلم الوحيد باسم كتلتيّ التنمية والمقاومة ولا أحد غيره معنيّ بالقبول أو الرفض لشكل أو لمضمون الحكومة من البيان الوزاري إلى الحقائب الوزارية .
هنا وبعد تمسّك السيّد حسن نصرالله بقيادة الرئيس نبيه بري ومع تمسّك الكثيرين من اللبنانيين بدولة الرئيس يصحّ أن ندعو مع الداعين الدائمين بحفظ بري حتى ظهور المهدي (عج) لنحمي البلاد والعباد مما هم فيه ومما هو آتي إليهم من سوء بفعل الداخل أم نتيجة لخيارات الخارج.