أعلن فريق من الباحثين في جامعة "هارفارد"، مختص بـ "الطباعة الثلاثية الأبعاد 3D Printing"، الهندسة الميكانيكية وعلم الموائع الدقيقة (Microfluidics)، عن أول روبوت مستقل، غير مقيد ورخو بالكامل، بحجم بطاقة ذاكرة الهاتف المحمول.
الأخطبوط الآلي الصغير المسمى "أوكتوبوت - Octobot" يمكن أن يمهّد لجيل جديد من الأجهزة المستقلة التي يمكن استخدامها في مجالات عدة كالعمليات الجراحية، أو في مهمات البحث والإنقاذ واكتشاف أغوار المحيطات. ويرى الخبراء أن إحدى أهم استخدامات "أوكتوبوت" سيكون في المجال العسكري، إذ بمقدور الروبوت مع تطويرات لاحقة أن يُستخدم في عمليات المراقبة العسكرية والتجسسية، كأن ينشر في أماكن تواجد العدو أو أماكن صعبة الوصول إليها ويقوم بإرسال المعلومات بشكل متواصل من دون الحاجة لتزويده بمصدر طاقة ثابت أو صلب.
المحاولات السابقة لصناعة روبوت مستقل باءت بالفشل. يومها كانت المشكلة الأساسية هي مصدر الطاقة، أي أنه كان لا بدّ من إضافة عناصر صلبة أو وصل الروبوت بمصدر الطاقة. أما في حالة "أوكتوبوت"، ونظراً إلى تصميمه اللين، فإنه لا يحتاج إلى أسلاك كهربائية أو بطاريات من أجل أن يعمل، بل هو ببساطة يعمل من خلال التفاعلات الكيميائية التي تدفع الغاز إلى أطرافه اللينة المطاطية. اللافت أن أخطبوط «هارفرد» يعتمد على نظام هوائي (Pneumatic)، أي إنه يعمل على الغاز المضغوط. التفاعلات الكيميائية في داخله تقوم بتحويل كمية صغيرة من الوقود السائل (بيروكسيد الهيدروجين - Hydrogen peroxide) إلى كميات كبيرة من الغاز، التي تتدفق إلى أطراف الروبوت اللينة مما يؤدي إلى تحريكها.
نظام هذه التفاعلات الكيميائية يعمل من خلال دارة شبيهة بالدارة المستعملة في غالبية الأجهزة الإلكترونية، إلا أنها هلامية ذات تقنية خالية من أي مادة صلبة وتعتمد على مواد بيولوجية وكيميائية وتقنية النانو (Microfluidic logic circuit). تصميم هذه الدارة استند إلى ورقة بحثية أعدّها الأستاذ في جامعة "وودفورد وآن فلاورز" وعضو هيئة التدريس في «ويس» جورج وايتسايدس (George Whitesides). الدارة عبارة عن بديل مرن لمُذَبذِب إلكتروني (electronic oscillator) بسيط، وهي تتحكّم بالروبوت عند تحلل الوقود السائل إلى غاز.
لا يزال هذا المشروع في مراحله الأولى، إذ يأمل الباحثون مستقبلاً أن يتمكنوا من تصميم أخطبوط بمقدوره الزحف، السباحة والتفاعل مع محيطه الخارجي، وأن يكون "أوكتوبوت" مصدراً لإلهام مصممي الروبوتات والباحثين والعلماء في مجال الصناعات المتقدمة.
( الأخبار)