المحترَم العزيز، أحترم رأيك ولن أخاصمك ولا أعاديك مطلَقًا، ولكن مستحيل ثم ألف مستحيل أن أؤمن بشرعية الحرب الاستباقية وأنّ الإمام علي عليه السلام قال اغزوهم قبل أن يغزوكم، قالها الإمام علي عليه السلام محرِّضًا شعبه ضد معاوية الذي أعلن الحرب والعدوان على سلطة شرعية 100 % يمثلها الإمام علي ويجسدها الإمام علي عليه السلام يعني حينما قال الإمام عليه السلام هذا القول كانت الحرب واقعة فتأمّل وتدبر بهدوء.
الحرب الاستباقية إن أعطيتها شرعية فغداً ستأتي لكي تقتلني بحجة أنه إن لم تقتلني فأنا غدا سوف أقتلك؟!
معادلة تقشعرّ منها الأبدان وتفسد بها الأوطان ولا يبقى معها ضمير ولا وجدان.
لقد كان يعلم علما يقينيا الإمام علي عليه السلام بأن طلحة والزبير خارجان إلى مكة والبصرة لكي يعلنا الحرب عليه، فلماذا لم يعلن الحرب عليهما حربًا استباقية، ولماذا لم يعتقلهما اعتقالا احترازيا؟ لماذا قال عليه السلام معاذ الله أن أعاقب إنسانًا قبل تورّطه بالجريمة بأي حجة من الحجج لأنه لا عقاب قبل الجريمة!
لذا، فامتناع الإمام علي عليه السلام عن الاعتقال الاحترازي مع شدة حاجته إليه هو دليل شرعي على حرمة الاعتقال الاحترازي، وامتناع الإمام علي عليه السلام عن الحرب الاستباقية مع حاجته الماسة إليها هو دليل شرعي على حرمة الحرب الاستباقية، والظروف التي كانت تحيط بمولانا الإمام علي عليه السلام أصعب بألف مرة من الظروف التي تحيط بنا في عصرنا.
اسمح لي أن أقُل لك بأنه لا يوجد فقيه في الأرض بمقدوره أن يقنعنا بشرعية الحرب الاستباقية والاعتقالات الاحترازية.
نحن من جماعة الفقيه الأعظم سيد الوصيين علي بن أبي طالب حجة الله على الخلق، أمّا من يؤمن بشرعية الحرب الاستباقية والاعتقالات الاحترازية هو حر باجتهاده ونحن أحرار باجتهادنا لا اجتهادنا حجة عليه ولا اجتهاده حجة علينا فليقابل كل إنسان ربه تعالى يوم الحساب باجتهاده وقناعته ونسأل الله التسديد للجميع.
القتال ضد داعش التنظيم التكفيري الوحشي الإجرامي أمر جائز ومباح ومشروع مما لا شك فيه ولا ريب يعتريه، لكن السؤال هو :هل داعش الملعونة تمثّل فصائل المعارضة السورية كافة؟
النظام السوري نفسه اعترف بوجود معارضة سورية غير داعشية ولذلك يجلس معها على طاولة المفاوضات في جنيف وجلوسه معها اعتراف صريح بوجودها.