أولاً: نصرٌ بنكهة الهزيمة
يعتقد قائد القوات اللبنانية أنّ رئاسة عون جاءت بالنصر المبين، فقد أنهت الشُّغور الرئاسي، وهزمت خطط حزب الله المطمئن بإطالة أمد الفراغ، ذلك أنّ انقلاب الحريري وجعجع على نفسيهما بتأييد عون للرئاسة أفضى إلى إرغام الحزب لإنهاء الفراغ وانتخاب الجنرال عون رئيساً للجمهورية خلافاً لإرادته المعلنة ورغبته الخفية، وهكذا يكون الحزب، بنظر جعجع، قد مُني بخسارة فادحة وإن ظلّت مُطعّمة بنكهة الفوز، ويبقى نصر جعجع مُطعّماً بنكهة الهزيمة، فهو في عُرف الجميع قد أُرغم على انتخاب من أصرّ حزب الله على اعتباره منذ أكثر من سنتين رئيساً للجمهورية أو لا أحد، وفي حين كانت رئاسة عون ضرباً من الخيال وأقرب ما يكون إلى المستحيلات، إذا بها اليوم واقعٌ قائم بفضل انقلاب الثنائي جعجع-الحريري باتجاه صاحب ورقة التفاهم الشهيرة مع حزب الله.
ثانياً: بطانةُ الرئيس وظهارته
يقرأ قائد القوات في خطاب القسَم للرئيس عون رؤىً مستقبلية متفائلة بمصير لبنان وصيانة دستوره وحماية استقلاله وسيادته واقتصاده، فستُبدي له الأيام كم كان مخطئًا، وأولُ الغيث كان خطاب الوزير جبران باسيل في ساحة الشهداء، خطاب استفزازي وهابط يُعبّر عن روح العهد القادم، وهاهو الوزير أبو صعب يفصل حصة الرئيس عن حصة تيار الإصلاح والتغيير، فيطلب حصة كاملة للتيار في الطبخة الحكومية، وحفظ حقّ الرئيس بحصّة كاملة كما جرى العرف بذلك، فيحدّد أربع وزراء للرئيس في حكومة مصغّرة وست وزراء في حكومة موسّعة، وهكذا دواليك، فشهية التيار للفساد وصرف النفوذ وجني الثروات ما زالت مفتوحة، بعد أن أبلى الوزير جبران باسيل بلاءً حسناً في هذا المضمار، والهاجس الأكبر الذي ربما سيطيح بآمال جعجع المتفائلة سيأتي من بطانة الرئيس لا من ظهارته.