بين الرئاسة اللبنانيّة ونظيرتها الأميركية أوجه شبه واختلاف كثيرة، وينتظر المعنيين بعد انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة الأميركيّة ان تنشأ علاقات سويّة بين كل من بيروت وواشنطن.
سبقت الإنتخابات الرئاسية اللبنانية نظيرتها الأميركية، كيف يمكن المقارنة اليوم بين الإنتخابات الرئاسية اللبنانية والأميركية؟
يعتبر الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك في حديثه لأنه من حيث المبدأ العام ليس هناك من ارتباط مباشر بين الرئاستين، إنما من ناحية الواقع السياسي ودخول الأزمة اللبنانية كل هذا الوقت الطويل إلى أن حصل الإختراق بانتخاب ميشال عون رئيسًا، وتكليف الحريري، من حيث المبدأ نتحدث عن مرحلة جديدة أخذت الكثير من الواقع اللبناني، بعد شغور رئاسي طال لفترة قياسية ماراتونية تجاوزت السنتين وال 6 أشهر، من حيث المبدأ فإن أزمة لبنان في هذه المرحلة تبقى لبنانية صرف، لكن لا يمكن للبنان أن يكون معزولاً بخاصة عن توجه لبنان العام الغربي نحو الغرب الأوروبي والأميركي، بطبيعة الحال تبقى الإنتخابات الاميركية المقبلة عالمًا قائمًا بذاته.
وأضاف "لبنان بكل تواضع ليس على أولوية الإدارة الأميركية الجديدة، لذلك على لبنان من حيث التصوّر العام أن ينتظر انتخاب الرئاسة في أميركا، حيث يبدو أن هيلاري كلينتون هي الأكثر احتمالاً أن تكون الرئيسة الجديدة، في هذا السياق تبقى كلينتون عريقة في معلوماتها عن الأمور في الشرق الأوسط كونها كانت وزير للخارجيّة الأميركيّة، ولديها كل تفاصيل المنطقة بما فيها الملف اللبناني، ولكن يجب انقضاء فترة زمنيّة غير قصيرة بعد إتمام إجراءات الإنتخابات الرئاسية في أميركا وانتظار تولي الرئيس الجديد في يناير 2017، وعلينا كلبنانيين إنتظار تركيز الوضع السياسي في الولايات المتحدة الأميركية كي يبدأ الحوار الجدي والمنتج بعد ذلك حول مواضيع الشرق الأوسط بما فيها لبنان."
ولدى سؤاله هل سنشهد على تعاون أميركي لبناني أو ربما كيمياء مستقبليّة بين الرئيس المنتخب اللبناني ميشال عون وبين الرئيس الأميركي المقبل؟
يلفت مالك إلى ان هناك علاقة تقليدية تربط لبنان بالولايات المتحدة الأميركية، لكن علينا أن نلاحظ أنه من ناحية الموضوعية النقطة التالية وهي عندما انتشرت أخبار إمكانية انتخاب عون رئيسًا وعودة الحريري للحكومة، لوحظ أن ردة الفعل الأميركية كانت فاترة إلى حد بعيد، وعندما سُئل وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمره الصحافي عن هذا الموضوع، كان كلامه عابرًا ويحمل الكثير من الشكوك، لكن خلال اليومين الماضيين تبدل المنحى الأميركي من خلال الإتصال الذي أتى من كيري إلى رئيس الجمهورية اللبناني المنتخب ميشال عون وأن أميركا تدعم المرحلة الحالية في لبنان، هذه الأمور تعطي نوعًا من الإطمئنان عن قيام علاقات سويّة بين الولايات المتحدة الأميركية ولبنان على مختلف الأصعدة.
وردًا على سؤال أي ملفات شرق أوسطية معقدة تنتظر الرئيس الأميركي المقبل؟ يجيب مالك أنه لاحظنا خلال الحملة الأميركية لم تكن السياسة الخارجية بشكل عام نقطة محورية في البرنامج الإنتخابي لكلي المرشحين الأميركيين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، ومن هذه الناحية هيلاري كلينتون لديها الكثير من المعلومات عن الوضع في لبنان، وفي المنطقة، كونها تولت كما ذكرت، وزارة الخارجية الأميركية لفترة طويلة، وسبق لها أنها كانت زوجة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، فعلمت بتفاصيل دقيقة حول الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
وأردف "كلينتون إذا نجحت في الانتخابات الأميركية، يتطلع لبنان ومنطقة الشرق الأوسط إلى رئيسة أميركية جديدة أكثر تفهمًا من أي رؤساء سابقين حول ملفات الشرق الأوسط المعقدّة، ولبنان كما ذكرنا ليس بمرحلة متقدمة على سلم أولويات السياسة الأميركية الخارجية، لكن في نهاية الأمر لبنان متماسك ، ويحارب "الإرهاب التكفيري"، وكلها عوامل من شأنها أن تدفع الولايات المتحدة الأميركية إلى دعم لبنان، في هذه التوجهات، وعبّرت الإدارة الأميركية ليس فقط بالكلام، بل وعدت باستمرار الدعم اللوجستي والعسكري تحت شعار محاربة "الإرهاب"، وتظهر المصلحة الأميركية في استتباب الأمن في لبنان."
ايلاف