عاد الرئيس سعد الحريري الى دائرة الضوء الحكومية بعدما خرج امس ً تأليف الحكومة الجديدة التي يبدأ ً نيابيا ً بـ١١٢ صوتا ً من قصر بعبدا مكلفا استشاراتها النيابية اليوم. وتوقعت مصادر مطلعة ان يكون التأليف سريعا ّ التوافق بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف بعدما تم على اعطاء المطالب والضمانات اللازمة لرئيس مجلس النواب نبيه بري. ومتحصنا بأكثرية مريحة من ١١٢ صوتا، يبدأ الرئيس الحريري اليوم اتصالاته لتأليف الحكومة العتيدة ويباشر مشاوراته تباعا مع الكتل النيابية لهذا الغرض اعتبارا من الاولى بعد الظهر في المجلس النيابي على مدى يومين، بعدما حدد فور تبلغه التكليف مواعيد جولته على رؤساء الحكومات ً عجلة تأليف حكومته الثانية السابقين اعتبارا من عصر اليوم ليطلق سريعا المرجحة موسعة من ٣٠ وزيرا لاستيعاب الجميع. وكان زعيم «المستقبل» استدعي الى قصر بعبدا ظهر امس حيث أبلغه رئيس الجمهورية تكليفه مهمة تأليف الحكومة الجديدة. وبعد اجتماع ضمه الى عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، أعقبته خلوة بينه والعماد عون، خرج الرئيس الحريري ليعلن مد يده للجميع. وقال من القصر إنه «يتطلع الآن للشروع في الاستشارات لتشكيل حكومة «وفاق وطني» تتخطى الانقسام السياسي، مستندة الى اجماع كل القوى السياسية حول خطاب القسم. وتابع «انطلقت بدءا من اليوم(امس) منفتحا على كل الكتل النيابية بمن فيها تلك التي امتنعت عن تسميتي، عملا بالدستور اللبناني»، مشددا على ان من حق اللبنانيين «ان نشرع سريعا للعمل لنحمي وطننا ونحصن مناعته في وجه الارهاب». واذا كان الرئيس عون كما الحريري، يأملان إنجاز التشكيل في أسرع وقت ، فان بشائر ايجابية سجلت امس في هذا الاطار، تمثل أبرزها في الغطاء الميثاقي الذي أخذ الرئيس بري على عاتقه تأمينه لتسمية الحريري. وقد أعلن رئيس المجلس بعيد زيارته القصر الجمهوري على رأس كتلة «التنمية والتحرير» في ختام الاستشارات النيابية الملزمة، أن «للحريري دينا في ذمتي منذ أن قلت وصرحت أنني معه «ظالما كان او مظلوما» وقررت أن أوفي هذا ّ ي الحريري لرئاسة الحكومة»، وأضاف:» إذا أرادوا التعاون نتعاون الدين وأسم وإذا أرادوا أن نكون في المعارضة نكون في المعارضة». أما كتلة «الوفاء للمقاومة» التي سبقت الرئيس بري الى بعبدا، فلم يخالف موقفها التوقعات، اذ لم تسم الحريري لرئاسة الحكومة، لتسدد بذلك الى جانب «البعث» ضربة للاجماع الذي كان سيناله الحريري في ما لو منحته التسمية.