«حقّ اللبنانيين علينا أن نشرع سريعاً في العمل لنحمي وطننا من النيران المشتعلة حوله ونحصّن مناعته في وجه الإرهاب ونوفّر له مستلزمات مواجهة أعباء النزوح ونعيد الأمل والثقة إلى شبابنا وشاباتنا بمستقبل أفضل، ونعيد ثقة العرب والعالم بلبنان ورسالته ومؤسساته واقتصاده وسياحته والاستثمار فيه. إنه عهدٌ جديد، وهذا عهدي للبنانيين».. قطعه الرئيس سعد الحريري في «خطاب التكليف» الذي ألقاه أمس من قصر بعبدا وضمّنه «أملاً كبيراً في هذه اللحظة الإيجابية بأن يُصار إلى تشكيل حكومة وفاق وطني سريعاً تواكب انطلاقة العهد وتتخطى الانقسام السياسي مستندة إلى إجماع كل القوى السياسية حول خطاب القسم بكل مندرجاته». وما أن كلف رئيس الجمهورية ميشال عون الرئيس الحريري تشكيل حكومة العهد الأولى بموجب نتيجة الاستشارات النيابية الملزمة التي منحته أكثرية 112 صوتاً، حتى عمّت الاحتفالات الشعبية مختلف المناطق اللبنانية، بينما كان الحريري يتوجّه إلى اللبنانيين خلال استقباله الوفود والشخصيات المهنئة في بيت الوسط مؤكداً ضرورة الحفاظ
على الأمل وقال: تفاءلوا بالخير، كنا في لحظة من اللحظات فاقدي الأمل ولكن أثبتنا أننا كلبنانيين قادرون على أن نستنبط الحلول، والحمد لله لدينا اليوم رئيس جمهورية والحكومة ستتشكل والانتخابات ستجرى في وقتها و«الخير لقدّام».
وعما إذا كان يتوقع تشكيل الحكومة سريعاً، أعرب الحريري عن قناعته بأنّ «كل الأفرقاء السياسيين، بمن فيهم الرئيس نبيه بري الذي كان متعاوناً، راغبون جميعاً برؤية عهد الرئيس ميشال عون ناجحاً منذ البداية»، داعياً إلى «إعطاء العهد الجديد فرصة» ومؤكداً في الوقت عينه أنّ الحكومة المنوي تأليفها «ستضم كل الأطراف السياسية»، وأردف بالقول للمعارضين: «لا نستطيع أن نبقى معارضين للحل في البلد، يجب أن ننفتح وأن نتكلم مع بعض، وقد ثبت أن الانقطاع يؤدي إلى الانقسام الذي يؤدي إلى شلل، وهذا الشلل أدى إلى الشغور في الرئاسة وهو ما أدى إلى كارثة اقتصادية تقريباً»، مضيفاً: «تمكنا من أن نقف في هذا البلد وننقذه بالقيادات السياسية، حتى من نختلف معهم جذرياً إن كان «حزب الله» أو بعض الأفرقاء الآخرين، ولكن حين يتعلق الأمر بلبنان واللبنانيين فإننا قادرون على أن نتفق ونأخذ البلد من مكان إلى آخر».
وكان يوم الاستشارات النيابية الثاني قد انتهى بموقف وطني جديد يُضاف إلى سجل المواقف الميثاقية التي لطالما اتخذها رئيس المجلس النيابي عند المحطات المفصلية، بإعلان بري بعد اجتماعه برئيس الجمهورية على رأس كتلة «التنمية والتحرير» أنّ «للرئيس سعد الحريري ديناً في ذمتي منذ قلت وصرحت أنني إلى جانبه ومعه ظالماً أم مظلوماً (...) قررت أن أوفي هذا الدين بكامله وأقدم طلباً وتمنياً باسمنا جميعاً بتسمية سعد الحريري لرئاسة الحكومة». ورداً على أسئلة الصحافيين أجاب: «لو لم تكن لدينا نية بالتعاون لما كنا سمينا الرئيس الحريري».
وبعد أن عقد الرؤساء الثلاثة عون وبري والحريري اجتماعاً مشتركاً تلته خلوة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، توجّه الحريري بعد إعلان تكليفه تشكيل الحكومة وإلقاء كلمته في القصر الجمهوري إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقرأ الفاتحة عن روحه وأرواح رفاقه الشهداء الأبرار، معلناً أثناء مغادرته للصحافيين أنه يسعى «لتشكيل حكومة وفاق وطني تضم الجميع»، مع إبداء أمله بأن يكون مسار التأليف سريعاً.
ولاحقاً، قام الحريري بجولته البروتوكولية على رؤساء الحكومات السابقين، فزار كلاً من الرئيس سليم الحص والرئيس نجيب ميقاتي والرئيس فؤاد السنيورة، ليختتم الجولة في المصيطبة حيث كان «ختامها مسك» كما عبّر إثر لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام، وأضاف: «مهما تحدثت عن تمام بيك لا أستطيع أن أفيه حقه، فهو الوفاء والصدق، صبر وتحمّل من أجل اللبنانيين في مرحلة صعبة للغاية ومهمة في تاريخ لبنان، لكن صفة الصبر التي يملكها دولته أنقذت لبنان، واللبنانيون جميعا وأنا معهم أقول لدولته أشكرك على صبرك وأقدّر حكمتك وطريقة تعاملك مع الجميع، وأقول لك شكراً وألف شكر لك يا دولة الرئيس».
تهنئة فرنسية وبريطانية
وعشية انطلاق مشاورات التأليف اليوم وغداً في المجلس النيابي، تلقى الرئيس الحريري مساءً اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند هنأه فيه بتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة ومتمنياً له التوفيق في مهامه. في حين وزعت السفارة البريطانية في بيروت نصّ بيان وزير الخارجية بوريس جونسون الذي هنأ فيه الحريري معرباً عن أمل بلاده بأن يعقب تكليفه «العمل سريعاً لتشكيل الحكومة»، وأضاف: «إن ما تحقق من تقدم سياسي مؤخراً في لبنان يعكس ما يمكن أن يحققه السياسيون بالعمل مع بعضهم البعض لما هو في المصلحة الوطنية للبنان، وآمل أن تستمر القيادات اللبنانية بروح التعاون هذه وانتهاز هذه الفرصة لتقوية مؤسسات الدولة»، متطلعاً إلى عمل بريطانيا «مع رئيس الوزراء الحريري في عدد من المسائل الأساسية بما فيها تعزيز الاقتصاد والأمن وتشجيع التعايش وإدارة تحدي وجود عدد كبير من اللاجئين لما هو في صالح الجميع».
المستقبل : بري «وفى بالدَّين».. وقطار التأليف يتحرّك اليوم نحو «حكومة وفاق تواكب انطلاقة العهد»
المستقبل : بري «وفى بالدَّين».. وقطار التأليف يتحرّك اليوم...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
252
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro