فيما كان شبان أربعة يأملون بتمضية نهار صيد جميل في جرود الشمال، انقلب نهارهم إلى مشهد رعب وتهديد بالقتل من جانب مسلحين يجوبون الطرق ويتغلغلون في الجرود لاصطياد الناس...
انطلق بيار شهوان برفقة شقيقه زياد وأبناء عمه أنطوني ونعوم فجر أمس من منطقة جونيه، في سيارة "جيب أودي" إلى جرود البيرة في الشمال، لتمضية نهار صيد ممتع. وعند الخامسة والربع فجراً وصل الشبان الأربعة إلى المكان المقصود وانطلقوا في الصيد رغم الطقس الماطر، كما يروي بيار شهوان في حديثه لـ"النهار"، مضيفاً، "اشتدت الأمطار في السابعة والنصف فاسترحنا ثلاث ساعات في الجيب لنعود عند الحادية والنصف إلى الصيد مجدداً، ومع استمرار هطول الأمطار ورداءة الطقس قررنا مغادرة المكان عند الثانية عشرة ظهراً".
وفي طريق العودة وما ان تجاوز الشبان مسافة الـ400 متر حتى اعترض طريقهم مسلحان ملثمان، رفع أحدهم سلاح "كلاشين" AK، وفق شهوان، "وطلب منا أن نترجّل من الجيب مع إصرارهما على إبقاء أمتعتنا في داخله، "وإلا سنقتلكم جميعاً"، إلا أن شقيقي زياد وابن عمي انطوني تمكن كل منهما من وضع جهازه الخليوي داخل ثيابه، ورضخنا لمطلب المسلحين".
ماذا بعد؟
مرّ أكثر من عشرة دقائق، عاش فيها الشبان الأربعة ما يشبه فيلم هلع ورعب لا يوصفان، بحسب تعبير بيار، الذي قال: "اقتادنا المسلحان عبر الجِلال نزولاً إلى أسفل الوادي، وفيما نحن نتجاوز ما يقارب أربعة "جلال" وما رافق ذلك من تهديد ووعيد بالقتل، وإجبارنا في البرد القارس على خلع أحذيتنا وملابسنا باستثناء "البوكسر"، أبلغونا أن مهمتهما اصطحابنا إلى الجماعة الإسلامية".
رغم هذه "الوهلة" تمالك الشبان الأربعة أعصابهم، من دون ردات فعل لئلا يتسبب أحد منهم بالأذى لنفسه أو للآخرين. وأوضح شهوان في هذا السياق، "كانت لهجة الخاطفين، في الدقائق المعدودة لاختطافنا، شمالية لبنانية، وشعرنا بأن هدف ما يحصل معنا كان سرقة الجيب بعدما كررا بعض الأسئلة عن تفاصيله، من ذلك مثلاً: من هو صاحب جيب أودي Q5، رمادي اللون، موديل 2010؟ من يقوده وغير ذلك؟ عندها اطمأن الشبان إلى نيّة المسلحين بالسرقة وليس القتل.
بعد أخذ ورد، ترك المسلحان الشبان الأربعة وعادا إلى الجيب، وشرعا في تفتيش السيارة وقيادتها من دون أن يفلحا. "في تلك اللحظات نزلنا إلى كعب الجبل بطلب من المسلحين" يقول شهوان، "وتمكنت من رؤيتهما من الجبل المقابل يسرقان الجيب بما فيه من أدوات الصيد، أموالنا التي تقدر بـ600 دولار، إلى الهويات الشخصية، الـCredit Card وغيرها. عندها اتصلنا بأقرباء لنا أبلغناهم ما حصل معنا، فتواصلوا مع مخابرات الجيش التي حضرت إلى المكان بعد بضع ساعات. اصطحبتنا عناصر من مخابرات الجيش والإستقصاء إلى اللواء الثاني للتحقيق معنا، ثم توجهنا مع عناصر من الجيش إلى مخفر طرابلس الذي فتح تحقيقاً في الحادث". ونوه شهوان بالجهود التي تبذلها مخابرات الجيش للعثور على الجيب والمسلحين.
هل يتمكن العهد الجديد من وضع حد لتفلت السلاح والمسلحين من بين الناس وفي أنحاء مختلفة من البلاد؟
النهار