سمت معظم الكتل النيابية باستثناء كتلتي البعث والقومي، سعد الحريري لرئاسة الحكومة في اليوم الأول من الاستشارات النيابية، وبات الرقم الذي ناله (86 من أصل 90 صوتا) كافيا لتوليه المنصب.
وأجلت كل من كتلتي “التنمية والتحرير” و”الوفاء للمقاومة” استشارتها إلى الخميس، للمزيد من التشاور.
وربط حزب الله موقفه من رئاسة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري للحكومة وتركيبتها، بموقف حركة أمل التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري. وتشير مصادر مطلعة لـ”العرب” إلى وجود توجه من قبل الثنائية الشيعية لعدم رفع الفيتو بوجه سعد الحريري، وإكمال درب التسوية إلى آخره عبر تسميته لرئاسة الحكومة.
وجدير بالذكر أن حزب الله لم يسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري في أي من الحكومات التي تولى رئاستها، وكذلك لم يسبق له أن سمى الحريري الابن. وهذا الواقع سيجعل من تسميته للأخير في حال تحقق عنوانا لمرحلة ربط نزاع جدية وواقعية، من شأنها أن تنتج تأثيرات إيجابية تطال الأمن والاقتصاد بشكل خاص. وأكد النائب عن “التنمية والتحرير” علي خريس في تصريحات لـ”العرب” أن “الكتلة تعتمد سياسة مد اليد تجاه الحريري، لأننا نريد أن يكون العهد عهد تفعيل المؤسسات وتأسيس حكومة وحدة وطنية”.
ولفت إلى أن الأجواء الإيجابية الموجودة “قد تدفعنا إلى المشاركة، ولكن الأمر كله متروك لقرار الرئيس نبيه بري”.
ورد خريس على الكلام الذي انتشر مؤخرا حول نية الثنائية الشيعية تعطيل التسوية، وعرقلة تشكيل الحكومة، قائلا “ هذا الكلام صادر عن متطفلين لا يعون واقع الأمور”. وأكد خريس أن أجواء كتلة “التنمية والتحرير” إيجابية للغاية في ما يخص تسمية الرئيس الحريري، ويعبر عن تمنيه بأن يقابل الأخير اليد الممدودة له بالطريقة نفسها.
واعتبر المحلل السياسي المقرب من حزب الله فيصل عبدالساتر من جهته أن “موقف حزب الله إيجابي من تسمية الحريري لتشكيل الحكومة”. وأشار إلى أن “حزب الله أعلن أنه سيكون وبري في مركب واحد حيال مسألة الحكومة، وهذا يعني أنه، وحتى لو لم تعمد كتلة الوفاء للمقاومة إلى تسمية الحريري، فإن الحزب لن يعرقل تشكيلها”.
ومن جانبه أكد المحلل المقرب من حزب الله غسان جواد كذلك على سيطرة المناخ الإيجابي الذي قد يشهد ولادة عاجلة للحكومة.
شادي علاء الدين: العرب