اعطى الشيعة الموافقة على سعد الحريري لرئاسة الحكومة، وذلك من خلال عدم ممانعة حزب الله لرئاسة الحريري مقابل تأييده لترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، لكن الحزب لن يسمي سعد الحريري لتشكيل الحكومة، لكن على صعيد الرئيس نبيه بري فهو في إحراج وذلك لأنه مكلف سياسيا باسم حزب الله وحركة أمل ادارة العمل السياسي في المرحلة المقبلة وهو اجتمع بكتلته وبحث معهم موضوع الحكومة وموقف حركة أمل من التشكيل واذا لم يسمِّ الرئيس بري سعد الحريري لرئاسة الحكومة يعني ان تشكيل الحكومة سيتم دون غطاء شيعي وهذا الامر حصل مع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عندما تم استبعاد الوزراء الشيعة وعقد الحكومة لجلساتها وكأن شيئاً لم يكن، وهذا ما خالف مبدأ الميثاقية الذي يقوم عليها لبنان ولأن الديموقراطية التوافقية يجب ان تضم كل الطوائف الرئيسية في البلاد.
وفي المعلومات ان الرئيس نبيه بري يميل الى عدم تسمية الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة بالتنسيق مع حزب الله لكن عند الساعة العاشرة والنصف من ليل أمس لم يكن الرئيس بري قد حسم أمره وبقي له 18 ساعة حتى اعطاء قراره لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وسيتخذ الموقف هو وحزب الله بشأن تسمية الحريري لرئاسة الحكومة، وهذه مشكلة كبيرة ان يأتي رئيس حكومة ولديه 100 صوت دون غطاء طائفي، كأن يتم تكليف الحريري بتشكيل الحكومة دون ان يكون هناك نائب مسيحي سمّى الحريري أو ان يأتي لتأليف الحكومة ولا يكون أي نائب شيعي سمّى الحريري لتشكيل الحكومة، ولا نعرف موقف فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كونه كان يتحدث دائماً عن الميثاقية انما جاء على اساسها وعلى اساس ان الاقوى في طائفته يأتي الى المركز الاول في الطائفة، فهل يتدخل فخامة الرئيس العماد ميشال عون مع الرئيس بري لاعطاء اصوات نواب حركة أمل للحريري كي لا يكون كل النواب الشيعة قد قاطعوا تسمية الحريري لرئاسة الحكومة.
في هذا الوقت حصل تطور هام فالعلاقة بين رئيس الجمهورية العماد عون والسعودية لم تكن على أحسن حال بل بدأت منذ سنتين بزيارة وزير الخارجية جبران باسيل للسفارة السعودية، ثم تمت دعوة السفير السعودي الى غداء في الرابية وتناول الثلاثة الغداء سويا ثم «فتُرت العلاقة جداً» وحصل هجوم عبر وسائل الاعلام بين الطرفين لكن لم يصل الى حدة الخلاف بين حزب الله والسعودية، وجاء اتصال ملك السعودية برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ليدعمه بالرئاسة وليمثل عنصرا هاما وعنصرا سنيا كبيرا لما تمثله السعودية بالمجال السني دعماً لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وبالتالي فهل يردّ الرئيس نبيه بري الاشارة الايجابية للملك السعودي محمد بن سلمان الى رئيس الجمهورية العماد عون بأن يسمّي الحريري لتشكيل الحكومة، واغلب الظن ولو كان سريا فلم يظهر حتى الآن وربما في اللحظة الاخيرة سيسمي الرئيس بري الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة، ويبلغ الرئيس ميشال عون ان حزب الله له مرشح آخر سيسميه لرئاسة الحكومة، وبالتالي يكون هذا الأمر قد أنهى إشكالاً سنيا - شيعيا بشأن اختيار رئيس الحكومة المكلف ويكون مدخلاً ايجابياً لتأليف الحكومة لأن التأليف أصعب من التكليف.
الرئيس نبيه بري سيبحث صراحة مع العماد عون باسم حركة أمل وحزب الله بأنهما يريدان حصة وزارية وازنة داخل الحكومة خاصة وزارة الطاقة المختصة باستخراج النفط والغاز من البحر، لإبعاد نفوذ الوزير جبران باسيل وإقالة من عينهم في وزارة الطاقة وازاحتهم ليتفرغ الرئيس بري بتلزيم الشركات عبر وزيره في الطاقة ولذلك قد يطالب مع حزب الله بتولي الشيعة لوزارة الاتصالات وبطبيعة الحال وزارة النقل، اضافة الى ان للشيعة وزارة سيادية من بين وزارات الخارجية والمالية والدفاع والداخلية سيتولى وزير شيعي من أمل او حزب الله وعلى الارجح من حركة أمل وسيكون الوزير الشيعي الذي سيتم اختياره للوزارة السيادية من خارج النواب وشخصية شيعية معتدلة غير حزبية.

ـ العماد عون وحركته في بعبدا ـ

على صعيد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فانه يريد تسريع العمل ويحضر لاجتماعات وراء اجتماعات لأنه يريد العمل بسرعة من اجل انهاء ملفات تزعج المواطنين وأولها النفايات حيث سيضع الرئيس العماد ميشال عون ثقله لإزالة النفايات على الطرقات وتلزيم شركات واعطاء البلديات حق انشاء محارق حتى لو اقتضى الأمر دون اجتماع الحكومة وصدور مراسيم وقرارات حكومية على ان تكون هذه القرارات ضمن الامر الواقع الذي يعرفه العماد ميشال عون وكيف يتم تحضير وانجاز هذه المهمات لانهاء موضوع النفايات وكذلك يريد اتخاذ خطوات اقتصادية تعطي اشارات ايجابية للمواطن بأن الاقتصاد يسير الى التحسن والتقدم ولا نعرف ما هي الخطوات التي سيتخذها العماد عون والتي لن تظهر الا بعد تشكيل الحكومة لكن الرئيس العماد ميشال عون صدم اكثرية الناس الذين راهنوا على عدم نشاطه السريع لكنه فاجأهم بكثرة الاجتماعات والاستقبالات ودراسة الملفات اضافة الى الاتصالات الهاتفية التي قام بها مع المسؤولين.